طرح المحلل العسكري في القناة 13 الإسرائيلية، "ألون بن دافيد"، سيناريو مختلف، حول طبيعة الحكومة الإسرائيلية القادمة وما مدى جهدها في التعاطي مع "صفقة القرن" لتسوية الصراع الإسرائيلي_ الفلسطيني، التي يحيكها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ويتوقع أن يطرحها قريباً.
ولفت بن دافيد إلى أن ثمة موضوعاً هاماً بالنسبة لمستقبل إسرائيل، ومستقبل المرشحين، إذ لم يُطرح على أجندة الانتخابات الحالية، وهو "صفقة القرن"، موضحاً أن ترمب يمتنع عن التحدث عن سلام في هذا السياق وإنما عن "صفقة" وحسب.
ورغم عدم نشر التفاصيل الكاملة لهذه "الصفقة"، إلا أن بن دافيد اعتبر أنه "ليس صعبا جدا تخيل طبيعة هذه الخطة. فطوال سنوات مضت، رُسِم في عشرات معاهد الأبحاث ومجموعات النقاش الشكل المحتمل لاتفاق مع الفلسطينيين. والسؤال هو كيف يمكن تمريره سياسيا، والإجابة هي الوحدة القومية". أي أن تتشكل حكومة وحدة قومية في إسرائيل بعد الانتخابات الوشيكة.
وقال بن دافيد إن نتنياهو يعرف، على الأقل بخطوط عامة، خطة ترمب. وترمب "كرجل أعمال، وكمن أغدق على نتنياهو أكبر الهدايا التي يمكن أن يطلبها (الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، والاعتراف بـ"سيادة" إسرائيل على الجولان المحتل)، فإنني مقتنع بأن ترمب أوضح له أنه يتوقع الحصول على مقابل. وفي نهاية العام الحالي، بعد أن تكون الحكومة عندنا قد استقرت، ستبدأ سنة الانتخابات (الرئاسية) في الولايات المتحدة، وسيكون ترمب بحاجة إلى إنجاز دولي مدوٍ. وبعد كل ما منحنا إياه، فهو يتوقع أن نساعده بأن يحظى بولاية ثانية".
واعتبر بن دافيد أن "صفقة القرن" قد تكون حبل نجاة بالنسبة لنتنياهو، الذي "رأى كيف أنه تحت سحابة شبهات، خرج أريئيل شارون بمبادرة الانفصال، وكيف أنه بجرة قلم أصبح يحظى بعناق من وسائل الإعلام والجمهور. وتبني نتنياهو لخطة ترمب يمكن أن يكون له مفعولا مشابها وإبطاء دوران عجلات مطاحن العدالة والنيابة العامة. غير أنه ليس لديه أي احتمال لتمرير خطة كهذه مع شركائه الطبيعيين والمتطرفين في حكومة يمين، وسيتعين عليه تشكيل حكومة واسعة مع ميل نحو أحزاب الوسط"، وفق موقع "عرب 48".
واستبعد بن دافيد احتمال أن ينجح غانتس، كرئيس حكومة، بتمرير "صفقة القرن" في الكنيست وفي الرأي العام الإسرائيلي.
وأضاف أنه على الرغم من أن نتنياهو وغانتس لا ينسقان مواقفهما حاليا، إلا أنهما سيستفيدان من وجودهما في حكومة واحدة تنفذ هذه الخطة. واعتبر أنه "باستثناء اليمين المتطرف، فإن الجميع سيربح من ذهابهما سوية من أجل تطبيق الصفقة: إسرائيل والاقتصاد الإسرائيلي، الولايات المتحدة وترمب، الفلسطينيون والعالم العربي وكذلك العالم كله".
المصدر : الوطنية