تعكس تغريدة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، نيته اعتبار الجولان السوري المحتل جزءا من إسرائيل قواعد اللعبة الجديدة في الشرق الأوسط.
وبنظر ترمب، فإن مكان التفاهمات القديمة التي عمل بموجبها الرؤساء الأميركيون السابقون هو سلة مهملات التاريخ. وفي عهد ترمب فإن ما يقرر هو القوة، والرابح الأساسي من ذلك هو نتنياهو، الذي يقف في جانب الأقوياء.
وتوقع المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، "عاموس هرئيل"، أنه مقارنة بالقرار الأميركي السابق، نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، فإن ردود الفعل الدولية للخطوة الأميركية بشأن الجولان ستكون فاترة نسبيا.
وأضاف أن أوروبا لا تزال تنظر باشمئزاز إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، بسبب مسؤوليته عن المجازر الجماعية في السنوات الثماني الأخيرة، كما أن المفاوضات المستقبلية بين إسرائيل وسورية بشأن الجولان ليست قائمة على جدول الأعمال.
وبحسب هرئيل، فإن الحرب الأهلية السورية، وسيطرة تنظيم (داعش) على جنوبي الجولان السوري غير المحتل كانت كافية بالنسبة لعدد كبير من الإسرائيليين لإزالة مسألة الانسحاب عن جدول الأعمال، كما أن حقيقة أن نتنياهو الذي درس الانسحاب من الجولان، في ولايته الأولى في رئاسة الحكومة في سنوات التسعينيات، وفي بداية ولايته الثانية عام 2009، لم تعد ذات صلة اليوم.
وقال إنه يوجد للإعلان الأميركي أهمية إعلامية أساسا، حيث أنه ليس له أية دلالة أمنية عملية، في المرحلة الراهنة، ولا يتوقع أن يغير شيئا من نظام عمل القوات الدولية في الجولان، والتي بدأت بالعودة إلى هناك بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة.
وتابع:" يبدو أن جوهر المسألة هو سياسي. فالتوقيت الحالي للإعلان يتيح لنتنياهو إبراز تجربته وعلاقاته السياسية كمجال يتفوق فيه على خصومه. كما أن ترمب سيؤكد على ذلك مجددا في المؤتمر الصحفي المشترك لدى زيارة نتنياهو إلى واشنطن في الأسبوع القادم.
وذكر أنه من الجائز الاعتقاد بأن نتنياهو فكر بتوقيت الإعلان الأميركي، حيث أنه يأتي بعد تفجر قضية الغواصات مجددا وتعرض نتنياهو لهجوم جدي من قبل المعارضة.
والنتيجة، فإن ترمب لا يتجند إلى حملة الليكود الانتخابية، فحسب، حيث أنه امتدح نتنياهو بحماس في مؤتمر صحفي أثناء القمة التي عقدها مع الزعيم الكوري الشمالي، كما أنه يتماشى مع المواقف السياسية لليكود، بما لا يترك مجالا للشك بأن ذلك بالتنسيق مع نتنياهو، وبضمن ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، والآن اعتبار الجولان السوري المحتل جزءا من إسرائيل، وفق "هآرتس".
ولا يغفل الإشارة إلى أن هذا التصريح لن يروق لموسكو التي تدعو لمفاوضات سياسية بشأن الجولان، ويبدو أنه رد أميركي على تحالف روسيا مع إيران في سورية، وعلى عدم التزامها بإبعاد القوات الإيرانية وعناصر حزب الله من الحدود في الجولان.
أما على المستوى الفلسطيني، بحسبه، فإن ذلك يعتبر سابقة خطيرة، حيث أن واشنطن تمنح الشرعية لخطوة إسرائيلية من جانب واحد، وهي السيطرة على أرض بالتزامن مع احتلال الضفة الغربية خلال حرب 67.
المصدر : عرب 48