كشف المستشرق الإسرائيلي، بنحاس عنبري، النقاب عن أن السعودية تسعى بكل قوة للحصول على موطئ قدم في الحرم القدسي، خاصة مع اقتراب موعد إعلان "صفقة القرن"، الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بالشرق الأوسط.
وقال عنبري، في مقاله على موقع "معهد القدس للشؤون العامة وإدارة الدولة"، إنه من المتوقع أن تحدث هزات ارتدادية في العالم العربي، ولعل الطرفين الأكثر ارتباطا بتبعات هذه الصفقة هما السلطة الفلسطينية والأردن، خاصة الموضوع الأساسي وهو القدس.
وأضاف "بمجرد أن ترى الأردن أنها صاحبة الحق التاريخي في القدس، سواء وفق اتفاقات السلام مع إسرائيل، أو كطرف ذي أفضلية لتولي المسؤولية على المساجد في القدس، فإن الفلسطينيين لا يعترفون بهذه الوضعية للأردن، وفضلوا طوال الوقت عدم استقرار الأمور في القدس".
وأشار إلى أنه في ظل الوضع بين رام الله وعمان حول القدس، فقد توصل الجانبان إلى تفاهمات ثنائية، فلطالما المفاوضات حول الوضع النهائي ما زالت مجمدة دون اتفاق، فإنهم لن يسلموا ببقاء الوضع القائم في الحرم القدسي.
وتابع " بالتزامن مع قرب إعلان صفقة القرن، دخل ضيف جديد إلى هذا الموضوع الشائك الخاص بالقدس، حيث تتوفر مخاوف لدى رجال الوقف الإسلامي في الحرم القدسي، بأن "إسرائيل" قد تفسح المجال للسعودية بأن يكون لها موطئ قدم فيه، من خلال إدخال العنصر الوهابي إلى القدس".
وأوضح أن إقامة إدارة إسلامية بإشراف الرياض في الأماكن المقدسة، وإبعاد الأردن والسلطة الفلسطينية جانباً، لن تكون مشكلة خاصة بالأردن فقط، أو مسألة عادية للفلسطينيين الذين لن يتنازلوا عنها، بل مستحيلة، وفق قوله.
ونوه إلى أن الأردن والسلطة الفلسطينية لن يوافقوا على التوجه "الإسرائيلي الأمريكي" بإدخال السعودية إلى الحرم القدسي، مضيفاً أن هناك ضيف ثالث يتمثل بتركيا التي تزيد من نفوذها منذ سنوات، وتنفق الأموال لتقوية نفوذها في المدينة المقدسة.
وأكد أن الفلسطينيين يعتبرون محاولة إقحام الرياض في الحرم القدسي مشكلة كبيرة، لأن الترتيب الإقليمي الخاص بالقدس يسحب منهم مسألة أن تكون شرقي القدس عاصمة لهم، لأن هناك من يقترح أن يتم ضم رام الله إلى الأحياء العربية خارج الجدار الفاصل شمال القدس، وهي الأحياء التي تنازلت إسرائيل عن إدارتها من الناحية المدنية.
وقد اقترحت جهات إسرائيلية على السلطة الفلسطينية مثل هذا الاقتراح، لكن أبو مازن ألقى بها في سلة المهملات، وفي هذا الاقتراح ورد اسم بلدة أبو ديس التي توجد فيها مقرات الوزارات الفلسطينية والهيئات الرسمية، وفق موقع "عربي 21".
واستطرد قائلاً "الأردن عارضت هذا الاقتراح، لأن العاصمة الفلسطينية ستكون قريبة من المسجد الأقصى، وفي نهاية الأمر يجب الحذر من الوقوع في أي فخ يعترضها، ورفضها سابقا، لأن المصالح متناقضة لدى كل الأطراف، ولذلك يجب الانتظار إلى حين اتضاح الصورة أكثر".
وأنهى حديثه "رغم التطورات المتلاحقة، فقد رأينا حالة من عدم الهدوء في يوم الجمعة الأخير حول باب الرحمة، ما يؤكد أن مسألة الحرم القدسي يتوقع أن تشعل كل حدث من جديد، ولذلك يجب الحذر من أي تطور مستقبلي، لأن الوقف الإسلامي سيحرص على أن يظهر المدافع والحامي عن الحرم القدسي".
المصدر : الوطنية