ناقشت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، اليوم الاثنين عدداً من القضايا السياسية، والملفات الداخلية الهامة، مجددةً تأكيدها على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها قضية القدس ومقدساتها، ورفض كل الخطط والصفقات المشبوهة كصفقة القرن، وهدفها الوحيد إنهاء القضية الوطنية عبر فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، والغاء حقوق شعبنا المشروعة بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
وأكدت المركزية خلال اجتماعها اليوم في مقر التعبئة والتنظيم للحركة في مدينة رام الله، أن هذه الصفقة المشبوهة والتي تتساوق معها بعض الأطراف الاقليمية والدولية، لن تمر وستفشل جراء صمود شعبنا، ومواقف قيادتها التي لن تقبل التفريط بحقوق شعبنا ومكتسباته مهما كانت التضحيات، كما فشل ما سبقها من مخططات مشبوهة.
وأوضحت مواقف الرئيس محمود عباس، وثباته وصموده أمام كل المؤامرات، وتمسكه بـ"لا" الفلسطينية أمام كل هذه المشاريع التصفوية، مؤكدين التفاف قيادة "فتح" وجماهيرها خلفه في دفاعه عن المشروع الوطني الفلسطيني.
وأشارت إلى أن موقف حركة "فتح" واضح وثابت في الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني، وخاصة ملف القدس بمقدساتها وملف اللاجئين، وقضية شهدائنا الأبطال، وجرحانا وأسرانا البواسل، الذين يلتف كل الشعب الفلسطيني وقيادته خلف قضيتهم التي دفعوا دماءهم وأعمارهم في سبيل تحرر شعبهم وإقامة دولته المستقلة.
وفي هذا الصدد، قدمت اللجنة المركزية لحركة فتح، توصية للرئيس عباس، برفض القرار الاسرائيلي الجائر باقتطاع رواتب الشهداء والأسرى من أموال المقاصة الفلسطينية، وعدم استلامها في حال خصم أي مبلغ منها، مؤكدين أن قضية الشهداء والأسرى هي قضية كل الشعب الفلسطيني وعنوان نضاله.
وأشارت إلى أن القرار الاسرائيلي يعتبر قرصنة وسرقة لأموال الشعب الفلسطيني، وسيتم التعامل معها وفق مصالح شعبنا وحفظ حقوقه، داعية المجتمع الدولي للتدخل لوقف الغطرسة الاسرائيلية ورفضها الالتزام بالاتفاقيات الثنائية الموقعة معها برعاية دولية.
وأوضحت أن استمرار إسرائيل بتجاهل كل القوانين الدولية، وإصرارها على مواصلة الاستيطان على أراضي دولة فلسطين، بالإضافة على استمرارها في سياسة الاقتحامات والاغتيالات وسرقة الارض، والقرصنة على اموالنا لن يجلب السلام والأمن، وأن هذا الاستيطان غير الشرعي بموجب قرارات الشرعية الدولية سيزول، كما سيزول الاحتلال، وتقام دولتنا الفلسطينية المستقلة على كامل ترابنا الوطني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، بحسب ما جاء في بيان المركزية.
وحول تشكيل الحكومة الجديدة، استمعت اللجنة المركزية، لتقرير حول آخر المشاورات على طريق تشكيل الحكومة الجديدة، ورفعت توصياتها للرئيس لاتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن.
وفيما يتعلق بملف المصالحة، ثمنت اللجنة المركزية، الجهود التي قامت بها دولة روسيا الاتحادية لاستضافة الفصائل الفلسطينية في موسكو في محاولة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، مشيدين بالعلاقات المميزة التي تربط فلسطين وروسيا.
وأكدت أن حركة "فتح" تجاوبت وبكل نوايا صادقة مع هذه الجهود الروسية المشكورة، إلا أن حركتي حماس والجهاد الاسلامي وضعتا العراقيل أمام فرصة التوصل لتفاهمات تمكننا من انهاء الانقسام.
وفي السياق ذاته، أكدت على استمرار التزامها بمسؤولياتها التنظيمية والوطنية تجاه أهلنا في غزة، والعمل على تخفيف معاناتهم جراء استمرار الحصار الاسرائيلي الغاشم المفروض عليهم، وكذلك الآثار الكارثية لاستمرار حالة الانقلاب الأسود المستمر من قبل حركة "حماس".
وأشارت إلى أن محاولة البعض التشكيك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، خاصة في هذه الاوقات الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، يضعها أمام تساؤل حول دورها في التعاطي مع الصفقات المشبوهة التي تحاول النيل من حقوقنا المشروعة، وتحويل قضية شعب يسعى للحرية والاستقلال إلى قضية إنسانية يستجدى فيها الدعم والمعونة، مؤكدة أن (م.ت.ف) ومن خلفها حركة فتح هي حامية المشروع الوطني الفلسطيني الذي ضحينا وسنضحى من أجل إنجازه مهما كلفنا من تضحيات.
وقالت، إن الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كهوية للشعب الفلسطيني، هو مقدمة للحفاظ على القدس ومقدساتها والدفاع عن قضية اللاجئين وكافة قضايا شعبنا، باعتبار المنظمة الدرع الواقي لحقوقنا المشروعة في مواجهة كل الألاعيب والمؤامرات الهادفة لتقسيم أرضنا وسرقة حقوقنا.
وأوصت، بعدم المشاركة في أي اجتماع مع أي فصيل فلسطيني لا يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني.
وتوجهت بالتحية والتقدير لصمود أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، الساعين للحرية والاستقلال، الذين ما زالوا يرسمون أروع صور البطولة في الصمود والتحدي، مؤكدة أن قضيتهم هي على سلم اولويات القيادة الفلسطينية.
وجددت التأكيد مرة أخرى على أن "فتح" برئاسة الرئيس محمود عباس، لن تتنازل عن القدس عاصمة لدولة فلسطين، ولن ترضى بالولايات المتحدة الأميركية وسيطاً وحيداً، كما أن الحفاظ على لقمة عيش عائلات الشهداء والأسرى سيبقى التزاماً وطنياً لا تراجع عنه.
كما أن برنامج (م.ت.ف) هو حماية المشروع الوطني والحفاظ على الثوابت الوطنية، وحق اللاجئين، وتمسك حركة "فتح" بهذه الثوابت، لن تسمح لصفقة القرن أن تمر، ولا أن يتم فصل غزة عن الضفة الغربية، وسيبقى الهدف دولة فلسطينية مستقلة وعلى رأسها القدس الشرقية بمقدساتها وتراثها وتاريخها.
المصدر : الوطنية