عباس النوري ممثل سوري عرفه المشاهدون العرب في بطولته لمسلسل "باب الحارة" الشهير الذي يتكون من عدة أجزاء، ويتناول الحياة الاجتماعية في بلاد الشام خلال عشرينيات القرن الماضي.
لكن البطولة في التمثيل ربما أوحت إلى النوري بأنه بطل حقيقي، وأن بإمكانه مهاجمة بطل بتاريخ وشجاعة صلاح الدين الأيوبي الذي خاض معارك ضد الفرنجة والصليبيين وحرر القدس ووحد مصر والشام.
وبينما كتب خصوم صلاح الدين الأيوبي عن بسالته، ظهر النوري أمس الأول الأربعاء في مقطع فيديو يقول فيه إن الأيوبي كذبة كبيرة انخدع بها العالم.
وجاء في المقطع "أنا أقول رأيي الآن، قد يكون جريئاً للغاية ولكنه حقيقي وبسيط.. صلاح الدين كذبة".
وأضاف "المشاع أن صلاح الدين حرر القدس، لا.. لقد صالح على القدس، وبشروط صليبية بحتة.. يعتقدون أن صلاح الدين هو المحرر الرئيسي للقدس وهو لم يدخلها بالحرب، بل دخلها بالصلح".
ولم يتوقف الممثل السوري عند هذا الحد، بل قال إن القائد التاريخي صلاح الدين أعاد اليهود إلى القدس بعد أن حرمها عليهم الخليفة الراشد وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
لكن الكتاب والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي استنكروا بشدة إساءة الممثل السوري لواحد من أبرز أبطال وقادة المسلمين على مر التاريخ.
وعلّق الصحفي السوري فيصل القاسم قائلا "الممثل السوري عباس النوري يقول إن صلاح الدين الأيوبي سلم الساحل السوري ولم يحرر القدس، بل باتفاق.. طيب بحكم معرفة عباس التاريخية الواسعة هل يمكن أن يقول لنا من سلم وباع الجولان؟".
ويبدو أن القاسم يشير إلى قرب الممثل من النظام السوري الذي يتهم بتجنب الاشتباك مع إسرائيل رغم أنها تحتل مرتفعات الجولان منذ عقود وتشن غارات جوية من حين لآخر على العاصمة دمشق.
أما الكاتب ياسر الزعاترة فكتب "صلاح الدين الأيوبي كذبة كبيرة بحسب الممثل السوري الشبيح عباس النوري، وهو لم يحرر القدس برأيه.. الحق أن المشكلة لا تبدأ من العقل، بل من الضمير، إذ ماذا يتبقى من ضمير إنسان ينحاز لطاغية طائفي قتل وهجّر نصف شعبه، مع تدمير البلد لأجل بقائه؟! مهمة العقل هي توفير المبررات".
وبلهجة ساخرة كتب المعارض السوري ماهر شرف "عباس النوري يقول إن صلاح الدين الأيوبي كذبة. أي نعم، سأُكذّب ما كتبه مؤرّخو أوروبا عن الدور المفصلي الذي لعبه هذا القائد التاريخي.. وأُصدّق أبو عصام!.. صلاح الدين كذبة، وباب الحارة حقيقة".
وتحت وسم "صلاح_الدين_الأيوبي"، هاجم كثيرون الممثل النوري ووصفوه بالأبله، وسخروا من جرأته على تدنيس تاريخ رجل استبسل في كل المعارك، ونقش اسمه على المنابر والمآذن.
المصدر : الوطنية