كشف القيادي البارز في حركة "حماس" محمود الزهار، عن مطالبة حركته بممر آمن لقطاع غزة الذي يُمكن سكانه من الخروج من سيطرة أي جهة لديها مشاكل أمنية وسياسية سواء كانت داخلية أو خارجية.
جاء ذلك، خلال مقابلة أجرتها "وكالة الأناضول" التركية مع الزهار الذي يجري حالياً جولة خارجية، حيث خرج معه وفد من كتلة "التغيير والإصلاح". ويضم الوفد كلاً من مروان أبو راس ومشير المصري ومحمد الغول.
وقال الزهار إن الممر الآمن يُمكن من يريد الخروج والدخول من وإلى قطاع غزة، دون اعتراض أو "فيتو" من أي جهة كانت، وذلك يأتي في إطار المفاوضات التي تشكل خطرًا كبيرًا على الكيان الإسرائيلي من منظوره، في المقابل يُشكل ذلك راحة كبيرة للشعب الفلسطيني الذي يعاني من صعوبة السفر والعلاج والعمل والتواصل مع العالم الخارجي".
وفي السياق، أضاف:" كل ما يعرض علينا يتم مناقشته بالتفصيل، وليس هناك ما يمكن أن نقبله أو نرفضه أو ما هي الشروط وما يقابلها،، مع وجود تفاصيل وضمانات يمكن الإجابة.. والقضية ليست افتراضية لكي نقول نعم أو لاء".
وحول صفقة القرن، قال الزهار إن جوهرها حل المشكلة الإسرائيلية وليست الفلسطينية، بمعنى أن تكون حدود إسرائيل آمنة ومحترمة ومقبولة من الفلسطينيين.
وأكمل حديثه:" لا أحد يمكن أن يعطي ذلك غير حركة فتح، وفصائل المقاومة واليسارية تعترض بشكل قاطع على ذلك".
ولفت إلى أن الأمريكان يريدون اعتراف دولة المنطقة (العربية) بدولة إسرائيل والتعامل معها دبلوماسية وسياسية وثقافية ورياضية، بالإضافة إلى إشراك الأمن وغيره.
واعتقد أن "صفقة القرن" ستكون "صفعة القرن"، لمن يظن أن الشارع الفلسطيني يمكن أن يتناول على شبر واحد من فلسطين، مضيفاً:" الخوف ليس من المقاومة بكل الدول العربية التي بدأت التطبيع المجاني".
وعن دور قطر تجاه غزة، أوضح الزهار الذي يترأس كتلة "التغيير والإصلاح" التابعة لحركة حماس، أن دورها كبير في دعمها للبعد المدني، مشيرًا إلى أن معظم مناطق القطاع فيها مدن وطرق تحمل اسم الشيخ حمد.
وتابع:" في الحقيقة الجهد القطري يقدر لدرجة كبيرة جدًا على المستوى الشارع الفلسطيني وحماس والحكومة".
(المصالحة ولقاءات القاهرة الأخيرة)
وأشار الزهار إلى وجود ورقة بشأن المصالحة، تم طرحها في اللقاء الأخير الذي عقد الأسبوع الماضي في القاهرة بين وفد "حماس" والمسؤولين المصريين.
وبحسب ما قاله، فإنه جرى دراسة الورقة في الدوحة وغزة، لبلورة موقف واضح لعرضه على الجانب المصري الذي بدوره سيقدمه لوفد فتح.
وأكد أن الأساس في هذه الورقة هو تطبيق اتفاق 2011، الذي فيه مجموعة من التفاصيل، أهمها اعطاء الشارع حقه في اختيار من يمثله.
وذكر أن "فتح" ستكون الفصيل الأقل في الانتخابات القادمة، لأنها جاءت بمشروع لم يحقق الحد الأدنى من المطلوب منه، وهو السلطة ومشروع الضفة وغزة".
( مسيرات العودة)
وأوضح أن المسيرات ضمت كل الفصائل باستثناء فتح، مبيناً أن تلك الفصائل أكدت على مشروع المقاومة، "فهذا المشروع يستطيع أن يحقق هدفه المطلوب، حتى لو استمر الصراع مع الاحتلال فترة طويلة".
فيما اعتقد أن "حماس" ستصل مع بعض الأطراف بما فيها "فتح" إلى مشاريع مرحلية، لكنه أكد عدم تخلي حركته عن برنامجها المتمثل في تحرير كل فلسطين.
وفي مقابلته مع وكالة "الأناضول التركية"، أعلن أن الوفد بدأ جولته من تركيا، ومنها سينطلق لزيارة عدد كبير من الدول، وستشمل أوروبا الشرقية وإفريقيا وأسيا، بهدف حشد الدعم للشعب الفلسطيني.
وقال الزهار إن الزيارات ستشمل دول إسلامية وغير إسلامية. وفضّل عدم الكشف عن أسماء الدول التي سيزورها الوفد، حتى "لا نضع العقبات أمامها، وكل دولة تقبل بزيارتها سنذهب إليها".
وحول أهداف الزيارات المرتقبة، قال إنها تهدف لحشد الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني ومقاومته"، وللتأكيد على شرعية المجلس التشريعي الفلسطيني".
وأضاف:" نسعى أيضا إلى التأكيد على شرعية المجلس التشريعي المنتخب، وعدم شرعية أي هيئة فلسطينية أخرى أياً كانت، لأنها لم تأتِ بالانتخابات، ولنؤكد على أن البرنامج الذي دخلت به حماس الانتخابات لن يتغير".
المصدر : الوطنية