كتب عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي يدعى "رونين إيتسك" في صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس الخميس:" حال فشلت محاولات التوصل إلى تهدئة مع حركة حماس، فإن احتمالات تنفيذ علمية عسكرية واسعة ضد غزة، هي احتمالات كبيرة، إذ لم يبقَ أمام "إسرائيل" خيارات، سوى جولة جديدة من المواجهة العسكرية مع حماس".

وهذا النص الكامل للمقال الذي كتبه "رونين إيتسك":

الأخبار الأخيرة المتداولة حول التهدئة بعد وقف إطلاق النار الأخير، تدل على أن هناك تغييرات جدرية في طبيعة التوجهات الإسرائيلية نحو التهدئة، ومن خلال ذلك فهمنا أن الجيش استعد جيدا، وكذلك حماس، التي لن تنتظر طويلا، ولا نعلم إذا كنا أمام جولة تصعيد جديدة، أم جولة قتال جديدة.

التكتيك الإسرائيلي تجاه غزة في الآونة الأخيرة، يدل على التوجه لتهدئة مع حماس، وهذا له عدة أهداف على المستوى الاستراتيجي وهي: الرغبة الإسرائيلية في تعميق الفصل بين غزة والضفة، وعدم إعادة السلطة على أكتاف الجيش الإسرائيلي، أو بثمن حياة جنود الجيش، والحفاظ على المناورة على الجبهة الشمالية.

لكن المشكلة هي أن التكتيك الإسرائيلي اصطدم بصعوبات كبيرة، حماس نجحت في تحدي الجيش الإسرائيلي، الذي عجز عن الرد الفعال ضدها، وضد الحرائق بالغلاف، وحتى خلال جولة التصعيد الأخيرة، كان رد الجيش غير مقنعا.

حماس أنهت الجولة الأخيرة بشعور الانتصار على الجيش الإسرائيلي، خصوصا بعد خروج سكان الغلاف للتظاهر ضد الحكومة الإسرائيلية، والتعبير عن عدم ثقتهم بالجيش والمنظومة الأمنية الإسرائيلية.

العودة للتظاهرات على الحدود:

حكومة "إسرائيل" تبذل مجهودا للتوصل إلى التهدئة، لقد صادقت على وقف إطلاق النار، والآن يمكن الفهم من خلال تصريحات وسلوك حماس، أن التهدئة لم تتبلور بعد، والدليل هو عودة الجماهير بكثافة للتظاهرات على الحدود.

نتنياهو الذي استلم مؤخرا حقيبة وزارة الجيش، لن يقبل على نفسه كوزير للجيش، أن يخوض جولة ضعيفة أمام حماس بغزة، على المستوى العسكري والسياسي، خصوصا وأننا مقبلون على انتخابات، لذلك ستكون الجولة القادمة مؤشرا مهما للتصعيد العسكري، الذي استعد له الجيش بشكل جيد.  في هذا الوضع، تدرك حماس جيدا أن جولة القتال الجديدة لن تخدمها بشكل كبير، تحديدا على مستوى تحسين ظروف الحياة بغزة، أو على مستوى المخاطر على الحركة، وأعتقد أن الجيش سيبدأ الجولة القادمة بضربة مفاجئة قوية تستهدف قادة حماس.

الدخول لعمق القطاع:

تدريبات الجيش الأخيرة، كلها تتركز للعمل في المناطق المكتظة بالسكان، والعمل داخل الأنفاق، والمناطق المعقدة، وتدلل على الاستعداد للقتال بغزة، وهذه التدريبات تدل كذلك على الرغبة في الدخول إلى عمق غزة، والوصول إلى مناطق لم يصلها الجيش خلال الحروب السابقة، هذه المرة ستكون مختلفة، ولقد تم التدرب على ذلك.

لكن على قادة الجيش، الأخذ بالحسبان، مفاجئات حماس التي من الممكن أن تكشف عنها، حماس قادرة على تحدي الجيش الإسرائيلي، وأثبتت ذلك من خلال الرشقات الصاروخية في جولة التصعيد الأخيرة، ولكن عندما يتم اتخاذ قرار بإعادة احتلال القطاع، لن تكون حماس قادرة على تحدي الجيش، وكثافة النيران لن تسمح لها بالاعتماد على خيارات متعددة، وسيكون أمامهم خيار واحد فقط وهو القتال، ونأمل أن نعمل بقوة وبالعمق في المرة القادمة، دون ذلك سيبقى الحال على ما هو، وسيعود عزف الصواريخ من جديد.

المصدر : الوطنية