رد عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" حسام بدران، على تهديدات الرئيس محمود عباس بفرض عقوبات جديدة على قطاع غزة ووقف الحوالات المالية أو حل المجلس التشريعي.

وقال بدران إنه من المؤسف أن يسمع شعبنا تهديدات متواصلة من قبل الرئيس بفرض مزيدًا من العقوبات على القطاع، وأن يتكرر هذا الكلام حتى في المنابر الدولية.

واعتبر بأن ذلك أمرًا مرفوضًا وطنيًّا وأخلاقيًّا، لأن غزة بكل أهلها هم أكثر من يدافعون عن القضية ويحافظون على الثوابت ويتصدون لصفقة القرن بالدم، ولهم كل الاحترام والتقدير والدعم بكل أشكاله.

وأردف بدران في تصريحات لصحيفة "فلسطين" المحلية: "لا يمكن لأي كان أن يقنع أو يبرر لشعبنا، لماذا الذهاب باتجاه تفتيت وحدة شعبنا والعبث بمستقبله خاصة في هذه المرحلة الحساسة!".

أما بشأن المجلس التشريعي، فأوضح أن هناك مساءلة قانونية واضحة بأن المجلس هو سيد قراره، ولا تملك أي جهة مهما كانت أن تحل التشريعي خاصة حين تتحدث بعض الأجسام والهياكل غير المنتخبة أصلًا من الشعب، محذرًا من أن أي خطوة بهذا الاتجاه (حل التشريعي) ستكون عواقبها كبيرة على الحالة الفلسطينية كلها.

ودعا بدران حركة فتح إلى الاستجابة للحراك المصري وللمطالب الشعبية بالذهاب إلى تطبيق فعلي وجاد للمصالحة على أساس كل الاتفاقات الموقعة وأولها ٢٠١١م، وذلك عل قاعدة الشراكة للجميع في القرار الفلسطيني، والابتعاد عن منهج الإقصاء والاحتكار.

وأكد أن يد حركته ممدودة وستبقى كذلك للوصول إلى وحدة وطنية حقيقية، وهي الكفيل العملي الوحيد لنا للوقوف أمام محاولات تصفية القضية التي يخطط لها ترامب والاحتلال معًا.

زيارة "المخابرات"

وبشأن زيارة وفد المخابرات المصرية للقطاع، أوضح أن الزيارة هي استمرار للقاءات المتكررة والتي تعقد في القاهرة عادة وفي غزة في مرات عديدة.

وبين بدران أن الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية لتؤكد مكانة للقطاع المهمّة للمصريين خاصة في ظل التهديدات الزائدة التي يرددها الاحتلال، وكذلك التلويح من قبل السلطة الفلسطينية بفرض مزيد من العقوبات على الشعب الفلسطيني "وهذا كله قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع، وتطورها واتساعها بشكل يخرج عن سيطرة كل الأطراف، والمصريون حريصون على عدم الوصول إلى هذه الحالة".

وعن تهديدات وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان "بتوجيه ضربة قاسية لحماس إن لم تتوقف مسيرات العودة"، رد بدران بالقول: "إن تهديدات ليبرمان التي يطلقها بين الحين والآخر لا تخيف طفلًا فلسطينيًّا واحدًا والمقاومة المستعدة دومًا للرد على العدوان تتحرك وفق إستراتيجية وخطط متفق عليها بين مختلف الفصائل المقاومة على أرض غزة".

وقال بدران : "ليبرمان الذي أوصلته الحسابات الحزبية لهذا الموقع أعجز من أن يهدد غزة، وهو حين يصرح بشيء من منطلق الغطرسة والمزايدة السياسية، يجد أن المستوى العسكري يمنعه من الذهاب بعيدًا ويرده إلى الحقائق في الميدان"، مؤكدًا أن المقاومة في غزة قادرة على خلط كل الأوراق إذا ارتكب ليبرمان أي حماقة "مفاجئة".

واستدرك: "لكن ينبغي على العالم أن يرى الأمور على حقيقتها، بأن الاحتلال يهدد بعمل عسكري واغتيالات ردًّا على حراك ومسيرات شعبية وجماهيرية".

مسيرات العودة

وحول استمرار مسيرة العودة، أكد بدارن أن قرار استمرارها يعود إلى الجماهير التي أعلنت بشكل لا يقبل الشك أنها ستستمر وتتواصل وتتصاعد وتمتد وتتنوع أساليبها حتى تحقيق الأهداف المرجوّة منها، وأولها كسر الحصار عن قطاع غزة.

وقال بدران في حوار مع صحيفة "فلسطين" أمس: إن "هناك اهتمامًا زائدًا بما يخص الأوضاع في قطاع غزة، سواء على المستوى الإقليمي والدولي، يُعبَّر عن هذا الاهتمام بوسائل مختلفة من ضمنها الوفود التي تأتي إلى القطاع كي تشاهد على الأرض حجم المعاناة والمأساة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة نتيجة الحصار المتواصل منذ أكثر من عشر سنوات".

وأكد أن حركته منفتحة على كل طرف لديه الجدية والإرادة للمساهمة في تحسين الأوضاع المعيشية في غزة، وأن أيّ أفكار أو خطوات بهذا الاتجاه، فإنها تتم من خلال الحوارات الفلسطينية الداخلية مع مختلف مكونات الشعب الفلسطيني.

المصدر : الوطنية + فلسطين أون لاين