ناقش المكتب السياسي لحركة "حماس"، الجهود المختلفة التي تبذلها عدة أطراف ولا سيما المسؤولين المصريين لتحقيق المصالحة ورفع الحصار عن قطاع غزة، وتنفيذ المشاريع التنموية والإنسانية في القطاع، وحماية الشعب من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وأوضح المكتب السياسي لحماس في بيان له نُشر مساء اليوم الأربعاء، أنه يتعامل مع هذه الجهود المبذولة من كل الأطراف المعنية بعقل وقلب مفتوحين؛ اعتبارًا لمصالح شعبنا وحرصًا على إنهاء الحصار الظالم الذي يعانى منه أهلنا في قطاع غزة"، مؤكدًا أنه لا أثمان سياسية لذلك، ولا تنازل عن حقنا في سلاحنا ومقاومتنا، والوحدة الجغرافية والسياسية بين الضفة والقطاع.
ولفت إلى أن وفد قيادة "حماس" المتوجه إلى القاهرة، حمل رؤية الحركة النابعة من الرؤية الوطنية الجامعة، والتي تسعى إلى تحقيق مصالحة حقيقية ووحدة وطنية قائمة على الشراكة الكاملة في بناء النظام السياسي والمؤسسات الوطنية، وإنجاز برنامج وطني مشترك على أساس اتفاق القاهرة في الرابع من مايو2011، وتطبيقاته المتمثلة في مخرجات بيروت في يناير2017م، كما قال.
وأضاف:" التي تؤكد إعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية جامعة وديمقراطية شفافة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية للقيام بمسؤولياتها الوطنية تجاه شعبنا في الضفة وغزة والقدس بما في ذلك التحضير لإجراء انتخابات عامة".
واجتمع المكتب السياسي لـ "حماس" في غزة على مدى أربعة أيام متواصلة، وللمرة الأولى منذ تأسيس الحركة، في الفترة الواقعة بين 2 أغسطس 2018 وحتى 7 أغسطس 2018.
وفي هذا الاجتماع، ناقش "المكتب السياسي"، ملف تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، واستعرض التحركات في إطار تحرير الأسرى الفلسطينيين مقابل الجنود الإسرائيليين لدى المقاومة.
وأكد جاهزيته للتفاوض غير المباشر لإنجاز صفقة مشرفة لأسرى، وأن أسرى الاحتلال لن يذوقوا طعم الحرية قبل أن يرى أسرانا الحرية بين أهلهم وذويه.
وأبرق المكتب السياسي التحية" لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، معاهدًا إياهم بأنه لن يهدأ له بال حتى تقر أعين شعبنا برؤيتهم بين أهليهم، فيما أكد تضامنه الكامل مع الأسرى في مواجهة إجراءات الاحتلال، وكذلك دعمه للأسرى المضربين المقطوعة رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية.
كما ناقش الأوضاع الوطنية والإقليمية والدولية في ضوء ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات يسعى الاحتلال من خلالها إلى تصفية القضية، وشطب الحقوق الفلسطينية مستفيدًا من حالة التطرف التي تسيطر على الإدارة الأمريكية، والدعم اللامحدود من طرف هذه الإدارة للجرائم الإسرائيلية والمشاريع التصفوية، وعلى رأسها ما يسمى بـ (صفقة القرن)، ومستفيدة من حالة التشرذم والفرقة التي تسود المنطقة العربية والإسلامية، وغياب الناظم القوي لإمكانات الأمة وقدراتها وطاقاتها، ومستفيدة كذلك من حالة الانقسام الفلسطيني وإصرار السلطة على الاستمرار في مسار أوسلو والتنسيق الأمني، والمشاركة في الحصار الظالم المفروض على أهلنا في قطاع غزة من خلال فرض العقوبات عليه، وكذلك تغييب المؤسسات الوطنية الجامعة، وإدارة الظهر للشراكة الوطنية المطلوبة لدحر الاحتلال والتصدي لمشاريعه الإجرامية الظالمة لتصفية القضية الفلسطينية، بحسب ما جاء في بيان المكتب السياسي لحماس.
كما وجه المكتب السياسي، التحية للبطولات الرائعة التي أبداها شعبنا الفلسطيني في التصدي والدفاع عن المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وفي كل ميادين المواجهات الشعبية ضد الاحتلال وجرائمه، وفي مقدمتها مسيرات العودة وكسر الحصار التي يخوضها شعبنا في الداخل والخارج
وأكد استمرار مسيرات العودة وتطويرها حتى تحقق أهدافها، وفي المقدمة منها كسر الحصار عن غزة، معبرًا عن اعتزازه بروح الشراكة الوطنية التي تعبّر عنه مسيرات العودة، والعمل والتكامل الذي تظهره فصائل المقاومة الفلسطينية.
وشددت على أن كتائب "القسام" وفصائل المقاومة لن تسمح للاحتلال بفرض قواعد اشتباك جديدة، موجهاً التحية المفعمة إلى شهداء شعبنا، وآخرهم شهداء القسام، الشهيدان: عبد الحفاظ السيلاوي، وأحمد مرجان، إثر استهدافهم الغادر من قبل الاحتلال في شمال القطا
كما وجه التحية لأبناء الشعب الفلسطيني في كل أنحاء فلسطين والشتات، وتمنى المكتب الشفاء العاجل للجرحى، مشيراً إلى سعيه المتواصل من أجل حرية الأسرى وعودة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وثمن كل الجهود التي تعمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ورفع الحصار والعقوبات الظالمة المفروضة على قطاع غزة وإنهاء معاناته، معبرًا عن اعتزازه بسفن كسر الحصار والقائمين عليها، واستنكر البلطجة الإسرائيلية في مواجهة هذه السفن.
وأكد على الحق الثابت من حقوق شعبنا والمتمثل في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها، وتعويضهم عن سني إبعادهم ومعاناتهم، وأن الحركة ومعها كل القوى والفصائل الحية لن تسمح بتمرير أي مؤامرة تستهدف هذا الحق أو تنتقص منه.
وفي هذا الصدد، استنكر الدور الأمريكي المشبوه الذي يسعى إلى تصفية قضية اللاجئين من خلال استهداف المخيمات الفلسطينية في الشتات، وتجفيف منابع الأونروا وتقليص خدماتها تدريجيًا إلى الحد الذي يتم فيه تجاهل هذه القضية وتصفيتها
كما يرفض المكتب السياسي الإجراءات التي تقوم بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وتحملها مسؤولية تقليص خدماتها أو فصل العديد من موظفيها.
وطالب المجتمع الدولي وكل المعنيين بالاستقرار في المنطقة بتحمل مسؤولياتهم تجاه الوكالة لتتمكن من القيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
ودعا المكتب السياسي الكل الوطني إلى التصدي لهذه المؤامرة من خلال برنامج شامل في الداخل والخارج، واستمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، وإحياء حق شعبنا في العودة الأكيدة لأراضينا وديارنا التي هجرنا منها.
وشدد على ضرورة التصدي لهذه الهجمة بكل أشكال المقاومة الشعبية وغير الشعبية في الضفة الغربية والقدس وغزة، داعياً كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه هذه المؤامرات التي تستهدف أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.
وأدان المكتب السياسي القانون العنصري الإسرائيلي المتمثل في قانون يهودية الدولة الذي أقره ما يسمى بالكنيست، مضيفاً أنه يؤكد على عنصرية الاحتلال، ومحاولته تصفية الوجود الفلسطيني من أرضه ووطنه، والمس بمقدساته الإسلامية والمسيحية، ولا أدل على ذلك مما جرى في الخان الأحمر وتدنيس واقتحام المسجد الأقصى، ما يجعل المنطقة تعيش على صفيح ساخن يؤثر على استقرارها ومستقبلها، على حد تعبيره.
كما أدان المكتب السياسي كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، داعياً الأمة العربية والإسلامية جمعاء وأحرار العالم إلى مقاطعته ونبذه، وملاحقة قادته ومجرميه في كل المحافل الدولية، بحسب وصفه.
وحيا حركات المقاطعة الدولية والعربية التي تجسد عمق الضمير الإنساني لهذه الحركات. موجهاً شكره الجزيل "للأشقاء في مصر على تسهيل زيارة وفد الحركة إلى غزة؛ ما يعكس المسؤولية القومية لمصر تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، إذ حملت الزيارة أشواق العودة إلى أرض الوطن لملايين اللاجئين والمهجرين من أبناء شعبنا الفلسطيني".
المصدر : الوطنية