أكدت مصادر قيادية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن جيش الاحتلال لا يسعى لحرب موسعة جديدة على قطاع غزة، لدرايته بحجم التطور النوعي والهائل في قدرات المقاومة.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" القطرية عن مصادر قيادية في (حماس) أن معلومات دقيقة وصلتهم من أصدقاء إقليميين وأوروبيين أكدت أن الحديث عن حرب موسعة غير مطروح لدى جيش الاحتلال.
واعتبرت المصادر أن الاحتلال يضغط على غزة بالضربات الجوية لانتزاع موافقة تحت تهديد السلاح على حزمة إجراءات، رفضت المصادر الكشف عن تفاصيلها.
واستبعدت المصادر، بأن تكون الطائرات والبالونات الحارقة فقط هي السبب وراء التصعيد الأخير.
وشددت المصادر على أن موقف الاحتلال لن يتخطى الضربات الجوية من وقت لآخر ضد أهداف داخل القطاع، وذلك من أجل محاولة فرض توازنات جديدة على الأرض بعد الكثير من الإنجازات التي حققتها المقاومة أخيراً.
ولفتت إلى أن كافة تقديرات الموقف الإسرائيلي بشأن أي حرب موسعة أو هجوم بري، ستكون في صالح المقاومة، وهو ما لا ترغب حكومة الاحتلال في اختباره كي لا تضع نفسها في مأزق سياسي.
واستطردت: "إسرائيل تسعى لانتزاع موافقة فقط على بنود معينة نُقلت عبر وسطاء، مستغلة بذلك تفوقها النوعي في سلاح الجو، ولكن في المقابل لن يتم إجبارنا على الرضوخ لأي اتفاقات لا تتناسب مع تضحيات شعبنا وأهلنا في القطاع".
وكشفت المصادر أن المقاومة تمتلك وسائل ردع عديدة يمكننا بواسطتها مواجهة الغطرسة الإسرائيلية". مضيفة "لن يجبرنا أحد على تغيير قواعد اللعبة أو فرض قواعد اشتباك جديدة، فنحن قادرون على نقل المعركة إلى داخل العمق المحتل ولن تدور المعركة على أرضنا دائماً"
وتصرّ مصادر حماس على رفض ذكر تلك "البنود" التي ترغب حكومة الاحتلال في إرغام الفصائل الفلسطينية، ومنها حماس، على القبول بها، إلا أن دلائل أخرى تشير إلى أن تلك البنود تم نقلها لوفد حماس، الذي زار القاهرة بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروي، خلال لقائه مع رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عباس كامل.
ولمّحت المصادر إلى أن "الضربة الإسرائيلية الأخيرة بين الجمعة والأحد، التي قابلها رد فعل من المقاومة، تأتي في سياق إيصال رسائل إقليمية عبر قطاع غزة"، لافتة في الوقت ذاته إلى أن "ترسانة المقاومة وفي مقدمتها حماس، تحمل الكثير من المفاجآت النوعية، التي قد يتم الكشف عنها إذا أقدم الاحتلال على مواصلة القصف، أو خرق الهدنة".
وكان جهاز الاستخبارات العامة المصرية قد قام باتصالات موسعة ووساطة عبر الطرفين، للتوصل لهدنة انتهت بوقف التصعيد، فور الرد القوي الذي قامت به المقاومة. وأوضحت المصادر أنه "لا نستبعد أن يكون طلب التدخل المصري جاء من الجانب الإسرائيلي لوقف الصواريخ الفلسطينية التي طاولت مستوطنات غلاف غزة، وكان سيتم تطوير تلك القذائف لتصل لمناطق أخرى لا يتوقع الاحتلال أن بمقدور المقاومة الوصول إليها".
وكان عضو المكتب السياسي للحركة، رئيس ملف العلاقات الخارجية فيها، موسى أبو مرزوق، قال في تصريحات نشرها على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك"، إن "اللقاء هو الأكثر أهمية، والأشمل من حيث المحتوى"، متمنياً "النجاح للفريق المسؤول عن الملف الفلسطيني".
المصدر : الوطنية