كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الجمعة، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المرتقبة لتسوية القضية الفلسطينية، تتضمن عرض الإدارة الأميركية على الفلسطينيين، قرية أبو ديس عاصمة لدولتهم المستقبلية عوضًا عن القدس.
وقالت إن هذا العرض سيقابله انسحاب إسرائيلي من 3 إلى 5 قرى من بلدات عربية واقعة شمالي وشرقي المدينة المقدسة، فيما تبقى البلدة القديمة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أنه وفقًا للرؤية الأميركية لخطة السلام، سيكون على إسرائيل في المرحلة الأولى الانفصال عن أربعة أحياء في القدس الشرقية المحتلة، شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس، ويتم نقلها إلى السلطة الفلسطينية، وفصلها عن القدس.
وذكر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل بحسب موقع عرب "48"، أن الخطة الأميركية المعروفة بـ"صفقة القرن" والتي بات الإعلان عنها وشيكًا وفقًا لمصادر صحافية تعززها التحركات الدبلوماسية الأخيرة، لا تضمن إخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك المستوطنات "المعزولة"، فيما تكون منطقة الأغوار تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكاملة.
وبحسب الصحيفة، فإن الدولة الفلسطينية وفقًا للرؤية الأميركية التي تترجمها "صفقة القرن" ستكون "دولة ناقصة" بدون جيش أو أسلحة ثقيلة، وذلك مقابل ما وصفه هرئيل بـ"حزمة من الحوافز المادية الضخمة" الممنوحة من السعودية ودول خليجية أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى ما اعتبرته "تخوفات" أردنية من أن تمنح الخطة الأميركية موطئ قدم لدول للسعودية ودول خليجية أخرى في الحرم القدس الشريف، ما يسحب الامتياز الأردني في الإشراف على الأوقاف الدينية الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدس.
وللعلم التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الإثنين الماضي، مع ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين في عمان، ونقل له التزام إسرائيل بـ"الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة" في القدس المحتلة.
وعقد هذا اللقاء للمرة الأولى منذ أزمة السفارة الإسرائيلية في عمان، في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث أنه على خلفية نصب البوابات الإلكترونية من قبل الاحتلال على مداخل الحرم المقدسي، أطلق أحد حراس السفارة الإسرائيلية في عمان النار على مواطنين أردنيين في داخل مبنى السفارة.
يشار إلى أن الملك عبد الله سيسافر للاجتماع بالرئيس الأميركي الإثنين المقبل، في البيت الأبيض، وسط تقديرات صحافية تشير إلى مخاوف أردنية من انحياز خطة ترامب للسلام للإسرائيليين، ما قد يثير احتجاجات داخلية في الأردن.
وكانت تقارير صحافية قد ذكرت بأن "هناك أزمة حقيقية بين عدد من الأطراف العربية (أطرافها أميركا والسعودية والإمارات من جهة، والأردن والسلطة الفلسطينية)، بسبب المسوّدة التي صاغها كوشنر لخطة السلام الأميركية، في وقت تتمسك فيه الأردن بإدخال تعديلات واضحة تتعلق بالإشراف الأردني على المقدسات في القدس المحتلة، والمدينة القديمة".
واعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن العرض الأميركي ، إذا تطابق مع التسريبات المتوفرة، فإنه لن يرضي طموحات الفلسطينيين، الذين قطعوا فعلا العلاقات مع الولايات المتحدة إثر إعلان ترمب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ولا يمكن اعتبارها نقطة يمكن أن تستأنف منها المفاوضات المجمدة منذ العام 2014.
من جهة أخرى، أشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم، إلى تخوفات إسرائيلية من أن تتضمن "صفقة القرن"، إقامة قنصلية أميركية في الأحياء الشرقية لمدينة القدس المحتلة لتوفر الخدمات للمقدسيين، بالإضافة إلى التخلي عن السيادة الإسرائيلية، وبالتالي الانسحاب الإسرائيلي من أربعة أحياء في المدينة المحتلة والتي خلف الخط الأخضر وهي: شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس.
المصدر : الوطنية