كشف قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة يحيى السنوار أن فصائل المقاومة والهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة تعكف على وضع برنامج متكامل لها للشهر الجاري.
وأكد السنوار خلال برنامج حوار خاص الذي تبثه قناة الميادين مساء الاثنين، أن الحراك الوطني في مسيرات العودة أجمعت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
واعتبر أن الحراك حقق جملة من الأهداف الاستراتيجية منها تسجيل شهادة الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس، بناء سد منيع لصد المؤامرات التصفوية التي يُراد بها تصفية القضية الفلسطينية، إعادة حق العودة إلى ذاكرة الأمة العربية والإسلامية.
وأشار السنوار إلى الشعب الفلسطيني اختار مسار المقاومة الشعبية والحراك السلمي لأن الظروف أوجبت عليه هذا الخيار في هذه المرحلة بالذات.
ولفت إلى أن ذلك لا يعني التخلّي عن الخيارات الأخرى، وأضاف "في جعبة شعبنا الكثير من الخيارات الأخرى، وخيار المقاومة المسلّحة لا يزال موجوداً على الطاولة".
وعن المرحلة المقبلة، كشف عن أن فعاليات عدة ستشارك في مناسبة قادمة، لتبلغ ذروتها ما بين الخامس (يوم النكسة) والثامن من حزيران/ يونيو المقبل (يوم القدس العالمي)، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيعبّر عن مقاومته الشعبية خلال هذه الأيام.
وحول التهديدات الإسرائيلية التي تطال قادة المقاومة الفلسطينية، قال السنوار "حياتنا ليست أغلى من حياة أي شهيد قدّم روحه رخيصة في سبيل الوطن وهذه المقدسات، أرواحنا ليست أغلى من أرواح أصغر شهيد ضحى بدمائه وروحه في سبيل هذا الوطن".
ونفى قائد حركة "حماس" أن تكون هناك أية اتفاقات بين الحركة والقاهرة لوقف الحراك ومسيرات العودة، وتابع "هذا الحراك مستمرّ حتى يحقق شعبنا أهدافه كاملة .. وعلى رأسها مسر الحصار مرة واحدة وإلى الأبد".
وعن تطوّر قدرة المقاومة العسكرية في غزة، أشار السنوات إلى أنه ومنذ نهاية العدوان على القاطع عام 2014 استطاعت فصائل المقاومة بصورة عامة وكتائب القسام بصورة خاصة أن تراكم قوّتها وأن تطوّرها نوعياً، مشدداً على أن اللجوء إلى خيار المقاومة السلمية والشعبية لم يتم بسبب الشعور بالضعف أو بقلّة الحيلة.
وأكد السنوار أنه في حال شنّت إسرائيل عدواناً على غزة، فإن "لدى المقاومة مفاجآت جديدة"، لافتاً إلى أن "علاقة الحركة التي يرأسها ممتازة للغاية مع حزب الله اللبناني وأن الاتصالات شبه يومية بين الطرفين"، بحسب تعبير السنوار.
أما عن العلاقة مع إيران، فوصفها السنوار بأنها "في غاية القوة والمتانة والدفء"، مذكّراً أن "هذا البلد لم يقصّر خلال سنوات ما بعد عدوان 2014 في دعم المقاومة بالمال والعتاد والخبرات".
وعبّر السنوار عن رفض "حماس" أي عدوان إسرائيلي على أيّة دولة، وخاصة إذا اعتدى على أحد أطراف المقاومة في المنطقة، مضيفاً "سنقف إن شاء الله بكل ما أوتينا من قوة لنعبّر عن موقفنا واضحاً صريحاً لا تلجلج فيها ولا تردد".
وأعرب عن ثقته في الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية بأنها قادرة على أن يكونوا رديفاً وسنداً للمتظاهرين في غزة، مطالباً حركة "فتح" أن توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وأن ترفع القبضة الأمنية عن الجماهير في تلك المنطقة، بحسب تعبير السنوار.
وتحدث السنوار عن استمرار حالة الانقسام والإجراءات العقابية والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، قائلاً إن الشعب الفلسطيني بدل أن يدخل في المناكفات الداخلية ذهب إلى المسار الثوري من خلال مسيرات العودة وكسر الحصار.
وعن مسألة تأمين رواتب الموظفين في قطاع غزة وتعثّر المصالحة، كشف السنوار أنه خلال الفترة الأخيرة استلمت الإدارات والوزارات المعنية في القطاع، البضائع الواردة من الجانب المصري، لتدفع من خلال الجباية المتحصّلة عليها رواتب الموظفين.
وتابع رئيس حركة "حماس" في غزة بالقول إن الحركة ليست بصدد اتخاذ أية أجراءات دراماتيكية باتجاه المعابر في الفترة حالية، حيث أن لا زال الباب مفتوحاً أمام مشاريع الحوار الوطني الفلسطيني بالرغم مما حصل في 30 نيسان/ أبريل الماضي"، على حد قوله.
ونفى السنوار أن يكون قد مورّس أي ضغط من أية جهة كانت على "حماس" للقبول بأيّة تسويات أو صفقات من قبيل "صفقة القرن"، مضيفاً "نحن جاهزون لكي نفنى جميعاً حتى آخر طفل فينا ولا تُمرّر علينا مثل هذه الصفقات، ونحن لا يمكن أن نستجيب لأي ضغط".
كما نفى ما يُحكى عن ترؤسه لوفد "حماس" إلى القاهرة قريباً، لافتاً إلى أنه لا يوجد عن هكذا وفد حتى الآن.
المصدر : الوطنية