أجرى وفد طبي فرنسي مساء الثلاثاء عملية جراحية بالغة الصعوبة للفتاة يارا الفجم "3 أعوام" استمرت 10 ساعات متواصلة بغرفة العمليات بمستشفى الشفاء، حيث تعاني من مرض نادر تمثل بورم كبير في الجهة اليسرى من وجهها.
وقال جراح الوجه والفكين "كوين قاسميار" والذي أجرى العملية لها، إنه بعد فحص الحالة قرر إجراء عملية جراحية لها بأسرع وقت ممكن، لأن حياتها باتت في خطر كبير وعدم علاجها سيودي بحياتها لا محالة.
وأضاف "بعد ساعات قليلة من البدء بإجراء العملية، اضطررنا إلى إزالة جزء كبير من الأعضاء الداخلية للجزء الأيسر من الوجه لحماية العين والأعصاب خلال إزالة الورم".
وأوضح أن حالة يارا تعتبر نادرة الحصول، فالورم امتد من الجمجمة حتى الفك السفلي، مما أغلق أعصاب العين والدماغ وكان يمتد شيئا فشيئًا للأوعية الدموية الرئيسية التي تغذي الدماغ.
وأكد أنه تم استئصال عضلة مع الأوعية الدموية الخاصة بها من الجزء الخلفي للقفص الصدري وزرعها مكان الفجوة التي حصلت في وجهها نتيجة إزالة الورم الكبير، وذلك لعزل الدماغ عن التجويف الفمي لتفادي حصول أي التهابات ومضاعفات محتملة قد تعرض حياة المريضة للخطر.
وتابع "أننا تحدينا كل الظروف واضطررنا إلى ازالة جزء كبير من الأعضاء الداخلية للجزء الايسر للوجه لنحمي العين والأعصاب خلال ازالة الورم".
وثمن الجراح قاسميار دور الطواقم الطبية الموجودة في مشفى الشفاء وجهودها في إنجاز العملية إلى جانب الوفد الطبي.
بدوره قال جراح الوجه والفكين أغيد المبيض، إن الفريق المحلي قرر إجراء العملية لإزالة نصف الورم لخطورة ازالته كاملًا بعد عمل لجنة تقييم للحالة ورفض مستشفى "هداسا عين كارم" إجراء العملية لها، ولكن بسبب إعلان حالة الطوارئ في جميع مستشفيات قطاع غزة تم إلغاء جميع قوائم العمليات التي من كان ضمنها عملية يارا.
وأضاف المبيض "أننا في قسم جراحة الوجه والفكين في مستشفى الشفاء استثمرنا وجود الوفد الطبي الفرنسي ذوو الخبرة الطويلة في هذا المجال وعرضنا يارا عليه، وطلبنا من الفريق إجراء العملية الخطيرة لها كأول حالة بعد اخذ الموافقة الكاملة من عائلة الطفلة".
يشار إلى أن الطفلة تعاني منذ سنتين من مرض نادر تمثل بورم في الجهة كبير اليسرى من وجهها، وعلى الرغم من تحويلها إلى أفضل المستشفيات في الداخل المحتل، إلا أن الأطباء أخبروا أسرتها بأن لا علاج لها، وانعدام فرصتها بالنجاة.
يذكر أن جمعية إغاثة أطفال فلسطين هي المشرفة على الوفد الفرنسي، وهي تعمل منذ الانتفاضة الأولى على علاج الأطفال من خلال الوفود الطبية التي بلغ عددها 145 وفدًا من جميع أنحاء العالم في عام 2017 فقط، اضافةَ لرعاية إرسال الأطفال الى أمريكا وأوروبا لتلقي العلاج الخاص بهم.
المصدر : الوطنية