لم يكن من السهل في البداية أن تدير شركة في صناعة يهيمن عليها الرجال تماماً، ولكن دعم عائلتها ومجلس الإدارة جعلها تستمر في عملها وتحقق نجاحات كبيرة لم تكن موجودة سابقاً في الشركة.
سماح إمريش (43 عامًا) أم لخمسة أطفال، تقود شركة تصنيع زيوت التشحيم الوحيدة في السوق الفلسطينية "بتروبال"، وتوزع ما يصل إلى ثمانية منتجات مختلفة في فلسطين.
وتجلس سماح كقائد ونموذج يحتذى بها على طاولة الإدارة العليا، مما يثبت عدم وجود قيود على نوع الجنس من شأنه أن يعيق طموحاتها في تنمية ونمو شركة بتروبال.
بعد أن أنهت دراستها الجامعية في مجال نظم المعلومات الإدارية، انتقلت سماح للعمل كمحاسبة عام 1998 في شركة "بتروبال".
وتقول عن بداياتها في العمل: "كنت موظفة صغيرة في هذه الشركة، واستطعت خلال فترة عملي أن أحقق الكثير من النجاحات، وبعدها استقال المدير المالي في الشركة، ولتفوقي وقدرتي على تحقيق نجاحات عدة في العمل، اختارني مجلس الإدارة للعمل كمسؤول مالي في تلك الفترة".
وتمكنت سماح في الفترة ذاتها من إثبات جدارتها والحصول على منصب نائب المدير العام في عام 2008، حيث ساعدها عملها في القسم المالي من قبل على معرفة ما أسمتها "كل خبايا" الشركة الصغيرة.
وتضيف " ما ساعدني أكثر على تحقيق طموحي أن المدير العام للشركة قدم استقالته، فقرر مجلس الإدارة منحي الثقة وترشيحي للعمل كقائمة بأعمال المدير العام لمدة عام".
استطاعت سماح بذل مجهود كبير في عملها وتمكنت خلال عام واحد من تحقيق الكثير من الإنجازات بتفوقها وذكائها في ذلك ما جعلها تحصل على منصب المدير العام للشركة.
وبذلك كانت هي المرأة الأولى في فلسطين التي تعمل في مجال إدارة شركة "بتروبال" للزيوت المعدنية، وهو عمل مقتصر على الرجال فقط.
أما عن عملها كمدير عام للشركة، تقول " لم يكن من السهل في البداية كوني امرأة تدير شركة في صناعة يهيمن عليها الرجال تماماً، ولكن مع دعم عائلتي ودعم مجلس ادارة الشركة كنت قادرة على الاستمرار والنجاح ".
شغف سماح وحبها لعملها جعلها تقرأ الكثير حول الصناعة، تقول: " منذ بدايتي في العمل كمدير عام في الشركة عام 2012 حتى الآن وأنا على إطلاع ومتابعة مستمرة بكل جديد يخص صناعتنا، الأمر الذي جعلني أتطور كثيراً وأبدع في هذا المجال".
وعن سر نجاحها في هذا العمل قالت: "ثقة مجلس الإدارة في الجهد الذي أبذله في الشركة هو ما ساعدني لكي أصل إلى هذا المنصب الأول من نوعه في فلسطين، فقد أصبحت المرأة الأولى التي تعمل في هذا المجال، كما تمكنت من تجاوز كل الصعوبات التي واجهتني في العمل".
وتضيف: "خبرتي في المحاسبة واعتمادي الأساسي على إدارة الأموال والربح هو من ساعدني على الوصول لهذا المنصب، كما أن الأمانة بالدرجة الأولى وبذل كل الجهود الممكنة من أجل الرفع من شأن المؤسسة لهما دور كبير في نجاحاتي".
كما استطاعت سماح خلال فترة عملها أن تحصل على شهادتين تضاهيان شهادة المواصفات العالمية للإنتاج من بريطانيا وأمريكا، فحصلت على شهادة
iso 14001 الخاصة بالبيئة وiso 9001 الخاصة بالجودة.
ولا زالت إمريش تحلم بتحقيق حلمها الخاص في افتتاح مصنع خاص بإنتاج "الشوكولاتة" يكون الأول من نوعه في فلسطين، تديره وعائلتها بعد تخرج ابنها من الجامعة.
المصدر : الوطنية - إسراء شحادة