كتب الرئيس محمود عباس بمناسبة عيد الميلاد المجيد رسالة شديدة اللهجة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وقالت "هآرتس" إن الرئيس عباس أعلن في رسالته أن الفلسطينيين سيرفضون كل اتفاق سياسي بوساطة أمريكية، فيما أكد أنه لن يوافق على تقبل الولايات المتحدة كوسيط سياسي مع إسرائيل.
وقال الرئيس إن "اختيار الولايات المتحدة دعم الانتهاكات الاسرائيلية الصارخة وغير القانونية لحقوقنا يضطرنا إلى عدم القبول بها وسيطاً في عملية السلام".
ونقلت الصحيفة عن الرئيس في رسالته:" مما يدعو للأسف أن الولايات المتحدة قد قررت عدم الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي من خلال مكافأة هذه السياسات الاسرائيلية غير القانونية عبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأضاف الرئيس:" لقد شكل هذا القرار الأمريكي إهانة للملايين في جميع أنحاء العالم.. وبسبب هذا القرار الأمريكي القائم على دعم الانتهاكات الاسرائيلية الصارخة وغير القانونية لحقوقنا فإننا لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطاً في عملية السلام ولن نقبل بأية خطة من الجانب الأمريكي. لقد اختارت الولايات المتحدة الانحياز إلى الجانب الإسرائيلي، وبالتالي فإن خطتها المستقبلية لن تستند إلى حل الدولتين على حدود 1967، كما أنها لن تستند إلى القانون الدولي أو قرارات الأمم المتحدة"، وفق ما نقلته الصحيفة.
ولخص الرئيس رسالته بالتوجه إلى العالم المسيحي طالبا دعم الفلسطينيين وحقهم بالدولة، مؤكدًا موقف الكنائس التي عارضت تصريح ترمب، وقال إن المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.
وكان عباس التقى الرئيس الفرنسي "عمانوئيل مكرون"، في اطار جولة اللقاءات التي يجريها في أعقاب تصريح ترمب، حيث قال في ختام اللقاء إنه "لا يمكن للولايات المتحدة القيام بدور الوسيط العادل في العملية السياسية، ولن نتسلم منها خطة".
وتطرق إلى المواجهات التي شهدتها الضفة والقطاع في الاسبوعين الماضيين، وقال انه جرت مسيرات غير عنيفة، ومع ذلك فقد سقط فيها قتلى فلسطينيين بنيران الجيش الاسرائيلي.
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن مسؤول فلسطيني رفيع كان ضالعاً في صياغة الرسالة التي تنشرها لأول مرة قال إن الرسالة تأثرت بخطاب ترمب، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية لم تتلق رسائل أو معلومات حول خطة السلام التي ينوي البيت الأبيض صياغتها.
وبحسب أقوال المسؤول الفلسطيني، فإن سلوك الادارة الأمريكية ورفضها الالتزام بالقرارات السابقة لمجلس الأمن والمجتمع الدولي، لا تبشر بالخير بشأن طابع الاتفاق ولا تدل على برنامج يشمل شروطا يمكن للفلسطينيين تقبلها.
وفي سياق الاتصالات الفلسطينية، التقى مستشار الرئيس نبيل شعث، في موسكو، مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في محاولة لإقحام روسيا في العملية السياسية.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول فلسطيني رفيع، أن شعث نقل رسائل إلى لافروف من عباس مفادها أن الفلسطينيين فقدوا كل ثقة بالرعاية الامريكية، ويطمحون إلى قيام روسيا بلعب دور رئيسي أكثر في المنطقة، إلى جانب الصين وفرنسا.
وعلمت "هآرتس" أن قرار رفض المبادرة الامريكية تم في اطار المشاورات التي أجراها عباس في الأيام الأخيرة مع مسؤولين فلسطينيين، بما في ذلك ممثل لحركة فتح.
وحسب مسؤول فلسطيني كان شريكا في الاجتماعات، فقد أعربت جهات روسية وصينية عن استعدادها للمشاركة في خطوة دولية لدفع العملية السياسية.
المصدر : الوطنية