قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت، إن للسعودية و"إسرائيل" مصالح مشتركة للتعامل ضد إيران، مؤكدًا وجود "توافق تام" معها فيما يتعلق بهذا المحور لمواجهة المخطط الإيراني للسيطرة على الشرق الأوسط.
ونفى آيزنكوت في مقابلة مع صحيفة "إيلاف" السعودية ونشرتها الخميس وجود أي نية إسرائيلية لمهاجمة حزب الله في لبنان؛ إلا أنه في الوقت نفسه أكد أن "إسرائيل" لن تقبل بأي تهديد استراتيجي لها.
ويعد هذا أول حوار تجريه صحيفة عربية مع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: "أنا سعيد جدًا للهدوء على جانبي الحدود. الأمر الذي استمر طيلة 11 سنة. ونرى من الجانب الآخر محاولات إيرانية قد تؤدي للتصعيد ولكنني استبعد ذلك في هذه المرحلة".
وحسب آيزنكوت فإن "المخطط الإيراني يأتي للسيطرة على الشرق الأوسط بواسطة هلالين شيعيين الأول من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان، والثاني عبر الخليج من البحرين إلى اليمن وحتى البحر الأحمر".
وشدد على أن هذا المخطط يجب منع حدوثه في المنطقة، وذلك بعد تصريحات وخطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أكد على ضرورة منع البرنامج الصاروخي الإيراني والتموضع في سوريا والعراق.
ونوه إلى أن هناك توافقًا تامًا بين "إسرائيل" وبين المملكة العربية السعودية بما يتعلق بالمحور الإيراني والتي لم تكن يومًا من الأيام عدوة أو قاتلتنا أو قاتلناها، وفق تعبيره.
وقال: "كنت في لقاء رؤساء الأركان في واشنطن وعندما سمعت ما قاله المندوب السعودي وجدت أنه مطابق تمامًا لما أفكر به بما يتعلق بإيران وضرورة مواجهتها في المنطقة وضرورة ايقاف برامجها التوسعية".
ووصف وضع "إسرائيل" العسكري بالأفضل منذ قيامها من ناحية القدرات والإمكانات، وقال: "لقد تطورنا كثيرًا، فلدينا القوة العسكرية والاستخبارات وسلاح الجو والمشاة بأفضل الأحوال والجميع يعرف ذلك، ونحظى بالتقدير من الدول المعتدلة في المنطقة".
وذكر آيزنكوت أن التحديات والتهديدات كانت في السابق من جيوش الدول مثل الجيش السوري أو غيره، أما اليوم فهناك مناطق توتر سريعة الاشتعال مثل لبنان على يد حزب الله والضفة الغربية وغزة وسيناء وسوريا وأحداث تكتيكية محلية قد تؤدي إلى مواجهة استراتيجية واسعة.
وتابع: الخطر الفعلي الأكبر في المنطقة هو إيران فهي لديها ثلاثة أمور مهمة تعمل عن طريقها أولًا البرنامج النووي الذي تم تجميده مؤقتًا، ولا توجد اي شكوك بالنسبة لنوايا إيران بالحصول على قدرات نووية.
وأوضح ثانيًا أنها تسعى لبسط بسط نفوذها وتفعيل أذرع تقوم بمهمات مثل "حزب الله والحوثي والجهاد الإسلامي"، أما ثالثًا محاولتها تغيير قوانين اللعبة في المنطقة عن طريق نقل الخبرات وبناء مصانع الأسلحة وتزويد الأسلحة المتطورة والطائرات المسيرة.
ولفت آيزنكوت إلى أنه في مقابل ذلك هناك سياسة أميركية بتشكيل تحالف لمحاربة "داعش" ونجحوا بذلك، وأيضًا محاولتها تقوية ودعم المحور السني المعتدل في المنطقة ودون إدخال جُيوش أو قتال على الأرض.
وبين أن مطلب "إسرائيل" يتمثل في انسحاب إيران ومليشياتها من سوريا، وقال: "نحن قلنا علنًا وبشكل هادئ وسري أننا لن نقبل بالتموضع الإيراني في سوريا؛ وحذرناهم من بناء المصانع أو القواعد العسكرية".
وفي جانب آخر، رأى رئيس الأركان أن تنظيم الدولة (داعش) انحسر كثيرًا؛ مقارنة بسيطرته قبل نصف عام في سوريا، ولفت إلى أن القضاء عليه بات وشيكًا؛ لكنه قد يعود نفس الفكر بأسماء وتنظيمات أخرى في سوريا وفي المنطقة.
المصدر : الوطنية