قبل أن تتقاسم الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى أملاك "الرجل المريض"، سارع وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر بلفور إلى كتابة رسالة إلى أحد زعماء اليهود في بريطانيا (البارون روتشيلد)، جاء فيها :" إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".
وكان للانتداب البريطاني الذي فرض على فلسطين عام 1920 الفضل في تثبيت دعائم العصابات الصهيونية في فلسطين، في الوقت الذي لم تكون نسبة السكان اليهود في فلسطين تتجاوز 5%.
وبعد مرور 100 عام على وعد بلفور، الذي أسماه الفلسطينيون (وعد من لا يملك لمن لا يستحق) في إشارة إلى عدم استحقاق اليهود لما أعطتهم إياه حكومة الانتداب البريطانية إبان الانتداب، إلا أن الحكومة البريطانية ورغم كل المآسي التي جلبها وعد وزير خارجيتها، وعلى لسان رئيسة وزرائها، أعلنت أن بريطانيا ستحتفل بفخر بالذكرى المئوية لصدور وعد بلفور.
ومع تنفيذ وعد بلفور أحكمت العصابات الصهيونية سيطرتها على ثلاثة أرباع فلسطين، مع وقوع غزة تحت السلطة المصرية والضفة الغربية تحت حكم الأردن، حتى قامت حرب 1967 واحتلت كامل فلسطين مع الجولان السوري وشبه جزيرة سيناء المصرية.
اليوم وفي ذات الذكرى المشؤومة 2/11/1917، تخرج مظاهرات للتنديد بهذه الجريمة التي يعيش ضحيتها شعب بأكمله، بالإضافة إلى العديد من الندوات العلمية والأيام الدراسية التي تنظمها الجامعات والكليات الدراسية لإيصال صوت الشعب للعالم، بأن هذا الوعد هو سبب ويلاتنا، وأن من الواجب على رئيسة وزراء بريطانيا أن تعتذر للشعب الفلسطيني بدلاً من اعتبار هذا الوعد مدعاةً للافتخار!!
المصدر : الوطنية