عرض التلفزيون العربي يوم الإثنين فيلما وثائقيا بعنوان "الطريق إلى الصفصاف" يحاول من خلاله تسليط الضوء على الجهد الذي بذله لاجئون فلسطينيون من الجيل الثالث بجمع وثائق وخرائط من أرشيف الانتداب البريطاني وإجراء مقابلات مع الجيل الأول من اللاجئين في مخيم عين الحلوة لتحديد معالم البيوت في قرية الصفصاف، التي محاها الاحتلال عن الوجود، ثم أعادوا رسمها بيتا بيتا، بل وأضافوا عليها مفتاحا يظهر مواقع الأحداث الأخيرة التي سبقت الخروج من الصفصاف.
ويحاول الوثائقي إرسال رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي الذي يتعنت في طرح قضية اللاجئين الفلسطينيين و"حق العودة" في أي مفاوضات مع الفلسطينيين؛ حيث عمد الاحتلال خلال السبعين عاما الماضية على مسح التاريخ العربي الفلسطيني وطمس الهوية الفلسطينية مراهنا على الزمن والذاكرة التي لخصها بمقولة: "الكبار سيموتون والصغار سينسون".
ويبدد هذا الوثائقي المقولة الصهيونية من خلال إعادة رسم حدود ومنازل قرية الصفصاف العربية التي قام الصهاينة بارتكاب مجزرة بشعة بحق أهلها في العام 1948 ومن ثم نسف منازلها وجرف زرعها وإقامة مستوطنة في أراضيها.
إن إعادة رسم خارطة الصفصاف لاقت صدى عند عدد من أهالي القرى الأخرى، وقام عدد منهم بإنتاج خرائط مشابهة، وتشكل هذه الخرائط إجابات واضحة للمحتل أن التاريخ ينتقل من الذاكرة إلى القلب ليشكل منارة في طريق العودة.
المصدر : الوطنية