حاز فيلم "واجب" للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر مرتبة مميزة لتمثيل فلسطين رسمياً عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية لجوائز الدورة التسعين لأكاديمية أوسكار "2018".

جاء ذلك إثر جلسة التقييم والتداول المنظمة من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية الجهة الرسمية المقدمة لأكاديمية الأوسكار، وتحت إشراف دائرة السينما ممثلة بلينا بخاري رئيس اللجنة المكلفة، والمشكلة من: المخرج السينمائي هاني أبو أسعد، والمخرجة وكاتبة السيناريو سهى عراف، والناقدة السينمائية علا الشيخ، والمنتج حنا عطا الله، والمخرجة ديمة أو غوش، والمخرجة محاسن ناصر الدين، حيث تم اختيار الفيلم من بين ثلاثة أفلام تنافست على الترشيح.

وتدور أحداث الفيلم، وهو من بطولة محمد بكري وصالح بكري وآخرين، وإنتاج أسامة بواردي، خلال يوم واحد في مدينة الناصرة، عندما يعود الشاب شادي إلى مسقط رأسه، بعد سنوات طويلة من الغياب في الخارج، لمساعدة والده في التحضير لزفاف أخته.

وخلال هذا اليوم تتضح العلاقة الهشّة والمتوترة بينهما، لتصل إلى ذروتها وتضع أمام كل واحد منهما تحديات مختلفة.

يذكر أن الفيلمين الروائيين السابقين للمخرجة جاسر سبق أن مثلا فلسطين عن ذات الفئة سابقاً، في فيلم "لما شفتك" في جوائز الأوسكار الدورة الخامسة والثمانين في العام 2013، و فيلم "ملح هذا البحر" في الدورة الحادية والثمانين للجائزة العام 2009.

ومع هذا العام تكون فلسطين تقدمت بعشر أفلام عن فئة أفضل فيلم أجنبي "غير أميركي" منذ العام 2003.

وعرض الفيلم مؤخرًا في الدورة السبعين لمهرجان "لوكارنو" السينمائي الدولي، ويعرض خلال أيام في مهرجان "تورنتو" السينمائي الدولي، حيث تصفه مخرجته آن ماري جاسر بأنه "كوميديا ​​سوداء حول العلاقة بين ابن ووالده، الذي عاد الى الوطن بعد غياب طويل".

وتجمع المخرجة الممثل الكبير محمد بكري بابنه صالح بكري لأول مرة في فيلم طويل، لتروي حكاية معماري مقيم في روما يعود للناصرة من أجل زفاف شقيقته؛ ليقوم مع والده على مدار يوم كامل بأداء الواجب وتسليم بطاقات الدعوة للأقارب والأصدقاء متنقلين حول المدينة بسيارة الأب الفولفو القديمة من بيت لآخر داخل المجتمع المسيحي لفلسطينيي الداخل.

الأب المتمسك بالعادات والتقاليد ساخط على رفض ابنه العودة والاستقرار في بلده، حيث تربط الابن شادي علاقة بفتاة فلسطينية يعيش معها في روما دون زواج.

خاصة وأن والدها من الساسة الذين يراهم استفادوا من النضال ماليًا دون أن يدفعوا أي ثمن، والابن في المقابل يؤدي الواجب تجاه ذويه متضررًا مما يراه، من الشوارع المزدحمة المتسخة والتدخل في شؤون الغير المسيطر على أي مجتمع عربي صغير.

ويرى نقاد سينمائيين أنه لا يمكن قراءة الفيلم من مدخل سياسي أو اجتماعي فحسب، فهو متعدد الأبعاد، وهذا من أسباب تميزه.

المصدر : الوطنية