أسهم الطب الحديث في القضاء على الكثير من الأمراض وإنقاذ الملايين من الأرواح، إلا أن التطور الطبي لم يكن سهلاً؛ إذ عرف البشر عبر التاريخ أشكالاً كثيرة من العلاج لا تعتمد على الطب؛ بل على الحدس والخرافات.
فيما يلي نتعرف على أشهر أنواع العلاجات التي كانت تُستخدم سابقاً والتي تبدو الآن سخيفة؛ بل ومستحيل أن يجربها أحد.
1- الفئران الميتة
كان قدماء المصريين يظنون أن الفئران الميتة من الممكن أن تخفف ألم الأسنان، فأحياناً كانت الفئران تُسحق مع مكونات أخرى، ثم يتم وضع الناتج على المنطقة التي تحوي الألم، كما أن الفئران كانت أيضاً تُستخدم في إنكلترا كدواء للسعال وللجدري؛ إذ يتم شطرها طولياً ووضعها على المنطقة المصابة.
2- كبد الخروف
قديماً، حينما لم يكن هناك فحوصات دم أو أي من أنواع الأجهزة الطبيّة، كان السكان القدماء لبلاد الرافدين يشخصون الأمراض، لا بالاعتماد على المريض؛ بل بفحص أكباد الخراف التي كانت تُقدَّم للأضاحي، بوصف الكبد مركز الحياة، وعبر الأضاحي التي يقدمها الشخص يمكن معرفة مرضه!
3- قطع اللسان
لطالما كانت الثأثأة حالة مثيرة للإحراج، وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كان الأطباء يلجأون إلى قطع نصف لسان الشخص الذي يُثأثئ، لعل ذلك يساعده على الكلام. لكن للأسف، هذا العلاج لم يكن ناجحاً، وأحياناً كان الشخص ينزف من لسانه حتى الموت.
4- روث التمساح
في مصر القديمة، كان روث التماسيح يُستخدم كمانع للحمل، حيث يتم تجفيفه وإدخاله في المهبل؛ إذ كان الأطباء حينها يظنون أنه ما إن تصل حرارته إلى درجة مماثلة للحرارة داخل المهبل حتى يصح أقلّ قساوة ويشكل طبقة عازلة داخل المهبل!
5- بودرة التسامح
عرف القرن السابع عشر في بريطانيا مسحوقاً يسمّى "بودرة التسامح"، وكان يُستخدم لعلاج الجروح، لكنه كان مصنوعاً من ديدان الأرض وأدمغة الخنازير والصدأ، وعظام الجثث المحنّطة، حيث يتم تحويل المكونات بأكملها إلى بودرة، لكنها لم تكن توضع على الجروح؛ بل على السلاح الذي تسبب في الجرح!
وكان مخترع هذا المسحوق يظن أن هناك علاقة ما بين السلاح والجرح، وأنه في حال تم التعامل مع السلاح بطريقة مناسبة فإن الجرح سيُشفى وحده، وقد سمى طريقته هذه العلاج باسم "سحر التسامح".
6- الزرنيخ
المعروف أن الزرنيخ من أشهر السموم وأكثرها خطورة، إلا أنه سابقاً ولقرون كثيرة كان يُستخدم كدواء، وخصوصاً في الصين حيث كان يدخل في تركيب العديد من الأدويّة؛ بل واستُخدم ضمن "محلول فولر" الذي كان يُستخدم كعلاج للملاريا والسيفلس في القرن الثامن عشر حتى الخمسينات من القرن العشرين.
7- الخبز العفن
كان الخبز العفن يستخدم كوسيلة لتطهير الجروح وقتل البكتيريا، لكن حقيقة العفن ليس بهذا السوء، فلويس باستور، العالِم الفرنسي، اكتشف نوعاً من العفن الأسود والذي بسببه تم اكتشاف أشهر أنواع المضادات الحيويّة، البنسلين.
8- زيت الأفعى
هذا النوع من العلاجات سبَّب الكثير من الجدل؛ إذ كانت تُستخدم كميات من زيت الأفاعي في علاج أوجاع المفاصل، ويقال إن هذا العلاج انتقل من الصين إلى أميركا عبر العمال الذي عملوا في بناء سكك الحديد.
واكتُشف لاحقاً أن هذا الزيت ليس مستخرجاً من الأفاعي، ومنعت الحكومة الأميركية استخدامه كدواء عام 1917، وهو مختلف عن سُم الأفاعي والثعابين التي ما زالت مستخدمة حتى الآن كوسيلة لاستخراج مضادات السموم وبعض الأدوية.
9- نبيذ مارياني
عام 1863، تمكن الكيميائي الإيطالي أنجيلو مارياني من التوصل لتركيبة دواء، تتكون من النبيذ وأوراق الكوكا، وقد نال الدواء شهرة كبيرة ويقال إن من استخدموه تحسّنت صحّتهم كبيراً.
لكن التفسير البسيط للأمر، أن أوراق الكوكا كانت تحوي الكوكايين، مع ذلك كان الكثيرون يتناولونه، منهم توماس أديسون، والملكة فيكتوريا، وقيصر روسيا؛ بل وحتى البابا ليو الثامن.
10-شمع البارافين
لطالما كان الجمال مسعىً للجميع، سواء كانوا رجالاً أو نساء، ومع تطور الطب، أخذ الجمال منحىً جديداً، وخصوصاً مع بداية الأعمال الجراحيّة. لكن قبل البوتوكس وغيرها من المواد الطبيّة، كان الأطباء في القرن الـ19 يحقنون أرداف وأثداء النساء بالشمع؛ وذلك لتكبير الحجم وإزالة التجاعيد.
لكن النتيجة لم تكن دائماً مُرضيّة؛ إذ كان استخدامه يؤدي إلى تشكل كتل صلبة على الجسد تسبب ألماً شديداً، إلى جانب منظرها القبيح.
11- خصيتا الجدي
هذا العلاج أثبت فشله الهائل؛ ففي بدايات القرن العشرين ادّعى الطبيب الأميركي جون برينكلي أنه اكتشف حلاً لعقم الذكور، وذلك عبر إجراء عمل جراحي يستبدل فيه الطبيب خصيتي المريض بخصيتي جدي!
لا داعي للتعليق أكثر على هذا الإجراء، وخصوصاً أن الكثير من الذين أُجريت لهم العملية انتهى بهم الأمر بالموت.
المصدر : هاف بوست عربي