أجمع كتاب ومحللون سياسيون أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أظهر الفكر السياسي الجديد لحماس في ظل المتغيرات في المنطقة والعالم.
ويرى هؤلاء في تصريحات منفصلة للوطنية أن خطاب هنية يحمل مرحلة جديدة من الانفتاح مع الداخل الفلسطيني والمحيط الخارجي، مؤكدين أن حماس مدركة لخطورة الوضع بالمنطقة وتحاول أن تبعد عن تداعيات ذلك.
وكان هنية استعرض خلال خطاب مطول أولويات الحركة للمرحلة المقبلة، داعياً الفصائل إلى صياغة استراتيجية موحدة تستند إلى القواسم المشتركة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وشهدت الفترة الأخيرة حراكاً سياسياً كبيراً بين حركة حماس من جهة ومصر والنائب محمد دحلان من جهة أخرى نتجه عنه ما يعرف "بتفاهمات القاهرة" للتخفيف عن قطاع غزة مقابل المصالحة مع دحلان وضبط الحدود مع مصر.
وقال الكاتب المحلل السياسي إبراهيم المدهون إن خطاب هنية كان شاملاً وأعد له كثيراً، حيث تناول الكثير من القضايا الداخلية والخارجية، وتميز أنه ركز على الثوابت الفلسطينية.
وأضاف المدهون " أعتقد أن هنية في خطابة كان حريصاً على إظهار الفكر السياسي الجديد لحركة حماس، حيث أرسل رسائل طمأنة للفصائل الفلسطينية وخاصة الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى رسائل إيجابية لمصر".
وتابع " بارك هنية في خطابه تفاهمات القاهرة مع دحلان، ولكن بشكل غير مباشر لأن الشعب يريد أن يرى على الأرض لا أن يسمع لذلك لم يغرق بتفاصيل القاهرة".
وأكد المدهون أن الخطاب أظهر أن حماس متفهمه لما يحدث في المنطقة من تغييرات جذرية وهي مدركة لخطورة الوضع، وتحاول أن تبعد الشعب الفلسطيني عن تداعيات ذلك.
وقال المدهون :"إن خطاب هنية أظهر غضب حماس الكبير من الرئيس محمود عباس الذي لم يقرأ واقع الحركة الجديد"، موضحاً أنها حالياً تفكر بشكل جدي بتجاوزه وتنظر إليه كعقبة في طريق المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني، ولذلك تريد أن تشارك الكل الفلسطيني بما فيها دحلان على أسس جديدة.
جدير بالذكر أن الرئيس محمود عباس اتخذ سلسلة إجراءات ضد قطاع غزة رداً على تشكيل حماس للجنة الإدارية شملت تخفيض رواتب موظفي السلطة، وتقليص كمية الكهرباء إلى القطاع، بالإضافة إلى إحالة الألاف من الموظفين إلى التقاعد المبكر.
تغير في الخطاب السياسي
من جهته، قال المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو إن خطاب هنية يعد تغييراً واضحاً بخطاب حماس السياسي وانعكاس للوثيقة السياسية الجديدة للحركة.
وأضاف سويرجو " أن خطاب هنية اليوم بمثابة علاقات عامة خاطب النخب والدول، وحمل الانفتاح على الجميع بمنطق حركة التحرر الوطني التي تقف على نفس المسافة من كل الأطراف".
وتابع " الخطاب حمل تغيراً واضحاً مع مصر وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، ولن يكون هناك تراجع بهذا الملف"، موضحاً أن تحركات حماس الأخيرة هي تغيرات جدية.
وأشار إلى أن هنية أبقى الباب مفتوحاً أمام المصالحة الشاملة من خلال الطلب من الرئيس التراجع عن كافة الإجراءات تجاه غزة حتى تمهد لحل اللجنة الادارة بالقطاع.
وقال سويرجو " كان من المفترض من خطاب هنية أن يسحب الذرائع من الرئيس عباس العمل على تجميد اللجنة الإدارية كبادرة حسن نية لعودة جهود المصالحة، ولكن ويبدو أن هناك قرار نهائي لحماس بترك الرئيس عباس خلفها، وهي الأن أمام تكتيك واستراتيجية جديدة بالتعامل مع الملف الفلسطيني والمصري".
وفيما يتعلق برسالة هنية إلى الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، قال :" الرسالة تهدف لدفع هذه التنظيمات من أجل التحالف مع حماس في توجهاتها الجديدة خاصة توسيع اللجنة الإدارية وتطويرها غلى حكومة يشارك فيها الجميع لرفع المعاناة عن قطاع غزة".
المصدر : بلال عاشور - الوطنية