اعتقد رئيس تحرير صحيفة "الرأي اليوم" عبد الباري عطوان، أن ما يجري حاليا هو عملية محكمة لخنق دولة قطر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وعزلها عن العالمين العربي والدولي، وإعلان الحرب الدبلوماسية والاقتصادية عليها كتمهيد للمرحلة الأخيرة وهي الحرب العسكرية.
وكتب عطوان في مقال نشره اليوم الثلاثاء:" أن الحرب اشتعلت بين قطر من ناحية، وخصومها في الخليج من ناحية أخرى، وقرارات غير مسبوقة بقطع العلاقات الدبلوماسية، واغلاق الحدود، ووقف كل رحلات الطيران، وطرد مواطني دولة قطر، ولم يبق الا ارسال الطائرات الحربية لقصف القصر الاميري والدبابات لاحتلاله أيضا، وتنصيب أمير جديد".
واتهام حكومة قطر لخصومها الأربعة بانهم يحاولون "فرض الوصاية" عليها بالقوة، بشقيها الناعم والخشن، اتهام في محله، والمشكلة أن قطر تجد نفسها وحيدة في مواجهة هذا "التسونامي" الذي يهددها من الجهات الأربع، اللهم الا اذا تغيرت المعادلات في الساعات والأيام المقبلة، وشاهدنا تغيرا في خريطة التحالفات، بحسب عطوان.
ولفت إلى أنه لا يستبعد أن يكون هذا التحرك المدروس جيدا، والمعد بطريقة محكمة، وفي غرف مظلمة منذ عدة أسابيع وربما أشهر، جاء بمباركة أمريكية، وقبض ثمنه الرئيس دونالد ترامب 460 مليار دولار اثناء زيارته الرياض الشهر الماضي، وتتويجه زعيما على العالمين العربي والإسلامي بحضوره القمم الثلاث والاستقبال غير المسبوق الذي حظي به.
ووفق رئيس تحرير صحيفة "الرأي اليوم"، فإن غزو قطر ليس مستبعدا في ظل التواطؤ الأمريكي، والصمت التركي، والتجاهل الدولي، وهي أمور، منفردة أو مجتمعه، تثير الاستغراب والقلق في الوقت نفسه.
وأشار إلى أن الدول الأربع جربت التدخل العسكري سابقا لإعادة الشيخ خليفة بن حمد جد الأمير الحالي إلى عرشه بعد اطاحته من الحكم على يد ابنه الشيخ حمد في انقلاب أبيض، ودخلت القوات الغازية الأراضي القطرية عام 1996 ولم يفشل هذا التدخل الا "الفيتو" الأمريكي وقاعدة "العيديد".
السيناريوهات المطروحة
ولفت إلى أنه هناك سيناريوهان مطروحان لعملية التغيير في القيادة القطرية التي يتحدث عنها المحور الرباعي السعودي الاماراتي المصري البحريني:
الأول: حدوث انقلاب داخلي عسكري أو أمني، يقوده أحد أجنحة الأسرة الحاكمة بدعم ضباط كبار، واحتمالات النجاح هنا تبدو ضعيفة لان الأمير هو وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة.
ومن ناحية أخرى يعتبر وزير الدولة لشؤون الدفاع السيد خالد العطية ابن خال الوالد الأمير حمد بن خليفة، ومن الموالين جدا له ولنجله الأمير تميم، مضافا الى ذلك ان الأمير الوالد اشرف بنفسه على تركيبة الجيش بحيث يكون مواليا له.
الثاني: ترتيب غزو خارجي تشارك فيه قوات برية إماراتية سعودية مصرية بغطاء جوي سعودي اماراتي، وتوجد قوات ودبابات مصرية في الامارات، مثلما افاد مصدر مصري موثوق، والسيناريو الثاني هو الأكثر ترجيحا في حال اللجوء لقرار التدخل العسكري.
وقال عطوان إن التحضيرات ربما اكتملت لتهيئة البديل، والصحف المصرية احتفلت بالشيخ الدكتور سعود بن ناصر آل ثاني المرشح الأبرز لخلافة الأمير تميم الذي تعتبره مصر والسعودية والامارات الوريث "الشرعي" للشيخ أحمد بن علي اول أمير لقطر بعد استقلال عام 1971، واطيح به بانقلاب ابيض على يد جد الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد عندما كان في زيارة الى طهران.
وأضاف:" مثلما فوجئنا فجر اليوم الاثنين بهذه الخطوات الحاسمة، لن نستغرب أن نصحوا فجر يوم رمضاني آخر، وربما قبل عيد الفطر، على أنباء عن تدخل عسكري جوي وأرضي وبحري يطيح بالأمير الحالي".
المصدر : الوطنية