طرح أحمد يوسف رئيس مؤسسة بيت الحكمة والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الأسبق إسماعيل هنية، مجموعة من الأفكار في مقال له حمل عنوان "تحديات المرحلة والاستجابة المطلوبة.. رسالة مفتوحة إلى إخواني في قيادة حركة حماس".
ويرى يوسف في مقاله أن واجبه تقديم نصائح لقيادة حماس التي ينتمي إليها، من باب أنها " إعذار إلى الله واعتذار إلى الناس الذين منحونا ثقتهم، وهم اليوم الحاضنة الشعبية الأهم لنا وللمقاومة، التي نعتز بها جميعاً".
ودعا إلى حل اللجنة الإدارية، وتشكيل لجنة وطنية بمهمات محددة، هدفها التنسيق بين الوزارات، بما يخدم عملها، ويملأ الفراغ الناجم عن غياب الحكومة المركزية.
وشدد على ضرورة احتضان قطاع غزة وأهله بكل ما أصابه من ويلات، وتقاسم لقمة العيش مع الجميع، مطالباً بتجنب لغة التصعيد والحرب، "حيث تعودت ألسنة البعض تظهيرنا في قطاع غزة وكأننا بإمكانياتنا المتواضعة دولة عظمى".
وطالب بالتحرك من خلال عنوان سياسي يعبر عن توجهات حماس، والوثيقة الجديدة فيها ما يصلح أرضية مناسبة لحزب سياسي للتحرك ورسم السياسات، مؤكدًا أنه يجب التسليم بأننا شعب قوي بأمته العربية والإسلامية، وهو يعتمد على إمكانياتها في الوصول إلى حقوقه المغتصبة، كما أنه قادر بدعم هذه الأمة في الدفاع عن شعبه ضد أي عدوان خارجي.
كما دعا يوسف إلى اعتماد السلوك الديمقراطي في إدارة شئون قطاع غزة، وتفعيل العملية الانتخابية في جميع المرافق التي تتطلب ذلك، مثل البلديات والنقابات والاتحادات والكتل الطلابية، وهذه مسألة ليست مرتبطة بالانقسام، بل هي حراك يحافظ على حيوية المجتمع وفعاليته السياسية.
وأكد على ضرورة العمل على تجنيب المساجد والمؤسسات التعليمية لغة المناكفات السياسة، واحترام الخصوصيات الدينية والوطنية لتلك الأماكن، بالإضافة إلى تهذيب لغة الخطاب الإعلامي، والابتعاد عن أسلوب التكفير والتخوين والملاعنات الحزبية، وكل ما يوغل الصدور، ويكرِّس ثقافة التلاحي والانقسام.
وأضاف " كما اعتماد المصالحة الوطنية كأولوية، وتوفير الأرضية التي تشجع على ذلك، وتعمل على سرعة تحقيقها، التخفيف من مظاهر العسكرة ولغة الحرب، وتعزيز دور الأجهزة الشرطية والأمنية في ظل احترام الجميع للنظام وسيادة القانون".
كما أكد مدير مؤسسة بيت الحكمة على أهمية تحقيق التقارب مع فصائل العمل الوطني والإسلامي كشريك حقيقي وصاحب قرار، وإيجاد الإطار المناسب لتحقيق ذلك.
وبين أهمية ارتقاء القيادة في خطابها السياسي للمستوى الوطني، والابتعاد عن اللغة الحزبية والفصائلية، وتجنب إقامة الفعاليات التي تمضي في مثل هذا السياق.
وتابع يوسف:" وتبنى الحركة لسياسات تحافظ على رصيدها في الشارع وتسهم في تعزيز حاضنتها الشعبية، كالحفاظ على الحد الأدنى من العيش الكريم للأسر البائسة والمحتاجة، ضمن نظام تكافلي يستوعب الطبقات التي تعيش تحت خط الفقر".
وحول خطاب حماس، أكد على ضرورة أن تخرج القيادة الجديدة للحركة بخطاب سياسي يعكس روح ما جاء في الوثيقة الجديدة من تحولات، للإجابة على سؤال المصداقية الذي ينتظره الغرب والمجتمع الدولي من حماس.
وقال إن الحركة بحاجة الى مراجعة حقيقيةٍ لنظرتها لمن هم خارج دائرتها التنظيمية، كما أنها بحاجة إلى تربية كوادرها وتعويدهم على لغة الوفاق وتقبل الآخر، وأهمية البحث عن القواسم المشتركة.
وأردف:" توجيه دعوة مفتوحة للرئيس محمود عباس للقدوم إلى غزة أو أي أحد من الإخوة الوزراء في رام الله، فهذا الشطر من الوطن يحتاج إلى أن نلتقي ونتواصل، مهما نزغ الشيطان بيننا، فنحن في النهاية أبناء هذا البلد، والحاملين لواء حريته واستقلاله".
واختتم يوسف الذي شغل عدة مناصب رفيعة في حماس:" إنني أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله".
المصدر : الوطنية