تناول وزيرا الخارجية السعودي والأمريكي العلاقات بين البلدين في ظل زيارة دونالد ترامب الأولى له للخارج رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
وظهرت تصريحات غير مسبوقة خلال المؤتمر صحافي الذي عقده بعد توقيع الاتفاقيات العسكرية، حيث كان هناك دفء في الخطاب الأمريكي، ووجه وزير خارجية أمريكا ريكس تيلرسون من الرياض رسائل عدة إلى إيران.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، زيارة ترامب أنها "تمثل حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين"، مؤكدا أنها "تاريخية"، وفق تعبيره.
وقال إن "العلاقات بين الرياض وواشنطن ستتطور إلى أن تصبح شراكة استراتيجية حقيقية".
في حين قال تيلرسون إن "زيارة ترامب اليوم إلى الرياض تمهد لرسم شرق أوسط سلمي".
وأكد الجبير أن الرياض وواشنطن وقعتا "اتفاقات عدة في مجالات الدفاع والبنية التحتية والاستثمار"، مضيفا أن "الاتفاقات التي وقعناها خلال زيارة ترامب تتجاوز قيمتها 350 مليار دولار لمدة عشر سنوات".
في حين قال تيلرسون إن "واشنطن وقعت اتفاقات دفاعية اليوم مع الجانب السعودي بقيمة تتجاوز 109 مليارات دولار".
وشهد المؤتمر الصحفي لهجة متشددة تجاه إيران من تيلرسون ونظيره السعودي، الذي هاجم الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، واتهمها بأنها تدعم الإرهاب.
وطالب الجبير واشنطن بـ"القيام بإجراء لكي لا تستمر إيران في سياساتها العدائية في المنطقة".
وأضاف: "إيران لا يمكن لها المضي في سياساتها المتطرفة (…) وعليها أن تتصرف بما يتناسب مع القانون الدولي والأعراف الدولية الراسخة".
واتهم إيران بأنها "تدعم الإرهاب"، وبأنها خلقت "أكبر منظمة إرهابية في العالم هي حزب الله".
وأضاف: "نحكم على إيران من خلال أعمالها وليس من أقوالها".
وبدوره، قال تيلرسون: "نعمل على تنسيق جهودنا مع السعودية لمواجهة إيران، لا سيما في دعمها للمليشيات المتطرفة في دول عدة".
وأكد أن أمريكا تدعم الجهود المشتركة مهع السعودية على نحو يؤدي إلى مواجهة تهديدات إيران في اليمن وسوريا وغيرهما.
وقال إن "علاقاتنا راسخة مع السعودية، ونتعاون معا لمواجهة الإرهاب"، وإن "المصالح الأمنية المشتركة هي أساس العلاقات بين البلدين".
وقال تيلرسون تعقيبا على فوز حسن روحاني في الانتخابات الإيرانية، بدورة رئاسية جديدة: "نأمل من روحاني بعد إعادة انتخابه رئيسا وقف تمويل المليشيات الإرهابية".
وعن الجهود السعودية في اليمن، هاجم الجبير جماعة الحوثي، وقال إن الحل في اليمن يجب أن يكون سياسيا، مطالبا الحوثيين بالعودة لمائدة التفاوض، الأمر الذي أكده تيلرسون أيضا.
وأوضح تيلرسون أن "مبيعات الأسلحة التي تم توقيعها مع السعودية، تهدف لمواجهة التهديدات التي تطال الحدود السعودية".
في حين حمل الجبير الحوثيين مسؤولية ما يحصل اليوم، قائلا إنهم "هم من بدأوا العدوان، وأطلقوا أكثر من 40 صاروخا على المدن السعودية".
وأضاف الجبير: "المجاعة موجودة في اليمن بسبب سرقة الحوثيين المساعدات الإنسانية".
وتبنى تيلرسون لهجة شديدة ضد الحوثيين ووصفهم بالانقلابيين، وقال: "يجب أن يعلم الانقلابيون في اليمن أنهم لن يحققوا الانتصار".
وأضاف: "نركز على إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية لأن الوضع مأساوي هناك".
وأكد تيلرسون: "سنعمل على تطوير القدرات الدفاعية للجيش السعودي ليتمكن من مواجهة التهديدات".
المصدر : وكالات