قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن التغذية القسرية هي أحد الأساليب التي يتم اللجوء إليها لإجبار الأشخاص الممتنعين عن تناول الطعام على تناول أو تلقي المواد المغذية.
وأوضحت الوازرة في بيان صحافي مساء الأحد، أنه جرى استخدام هذا الأسلوب تاريخيًا كأحد أساليب التعذيب أو كطريقة لكسر الإضراب عن الطعام لدى المعتقلين في السجون.
وأضافت "أنه في حالة الإضراب عن الطعام والامتناع عن تناول الغذاء والمواد الاساسية التي يحتاجها الجسم للبقاء، من بروتينات وسكريات وفيتامينات وسعرات حرارية فإنه وبعد مرور أيام من الامتناع، فإن الجسم يستخدم مخزوناته من هذه المواد، حيث يقوم باستعمالها وحرقها لإنتاج الطاقة مثل مخزونات الكبد ومخزونات الدهون المتراكمة في الجسم".
وتابعت "بعد مرور أيام أطول من الإضراب فوق الأسبوع فإن هذه المخزونات تستنفد تدريجيًا وتبدأ حالة من الجفاف والنقص الحاد في الطاقة لدى الأشخاص الممتنعين عن الطعام، ويحدث خلل في تركيز الأملاح والسكريات في الدم، وتبدأ الأعضاء المهمة مثل الكلى والكبد بالتأثر والتراجع في وظيفتها".
وأكدت، أن التغذية القسرية عادة ما تؤدي إلى العديد من المضاعفات والمخاطر التي قد تهدد حياة الأشخاص الذين يتعرضون لها، ومن هذه المضاعفات حدوث النزيف الدموي خاصة خلال عملية ادخال أنبوب المعدة بالقوة من خلال فتحة الأنف ودفعه بشكل عشوائي وعنيف الى المعدة، فقد يؤدي ذلك الى حدوث جروح او تهتك في أغشية الأنف أو المريء أو المعدة ذاتها.
بدوره، ناشد وزير الصحة جواد عواد، جميع دول العالم الحر والمنظمات الدولية لسرعة التدخل ومنع الاحتلال من المضي في هذه السياسة، والحيلولة دون تطبيق التغذية القسرية على الأسرى المضربين.
وقال عواد، إنه مع مضي كل يوم فإن الأسرى يخسرون جزءًا من صحتهم وقوتهم، وأنه لا مجال للمماطلة الإسرائيلية في تحقيق مطالبهم بعد مضي 21 يومًا على إضرابهم عن الطعام.
من جهته، قال رئيس وحدة الجهاز الهضمي والكبد في مجمع فلسطين الطبي برام الله حسام النادي، إن التغذية القسرية تعرف طبيًا بأنها إدخال المواد المغذية إلى جسم الانسان عنوة وبعكس إرادته الحرة عن طريق الجهاز الهضمي، أو مباشرة الى مجرى الدم.
وبين، أن هذا النوع من التغذية يتم باستخدام طرق مختلفة منها إدخال أنابيب التغذية إلى المعدة عن طريق الأنف وحقن المواد الغذائية من خلالها بقوة إلى المعدة، أو عن طريق إدخال المواد الغذائية والسوائل عن طريق الحقن في مجرى الدم.
وأشار إلى، أن التغذية القسرية تتم عن طريق أنبوب المعدة وهو أنبوب بلاستيكي يتم ادخاله الى معدة المريض إجباريا، حيث يتم زجه في فتحة الأنف ومن ثم يتم دفعه باتجاه المريء ومن ثم المعدة، وبعد ذلك يتم حقن المواد الغذائية عبر الانبوب تحت الضغط باتجاه المعدة.
وأضاف، "التغذية القسرية عن طريق الدم فتتم من خلال ادخال القسطرة الوريدية بالقوة وتثبيتها في أحد الأوردة، ومن خلالها يتم إعطاء السوائل المغذية أو الجلوكوز أو الأملاح أو المواد الغذائية مباشرة الى مجرى الدم".
وأكد، أن إدخال المواد المغذية بالقوة وحقنها تحت الضغط من خلال أنبوب التغذية قد يؤدي إلى تسربها إلى الرئة مما يؤدي إلى حدوث التهاب رئوي حاد مع كل مضاعفاته.
وأشار إلى، أن من المضاعفات التي تترتب على التغذية القسرية كذلك حدوث ما يسمى بـ "التميه"، أو زيادة إدخال الماء والسوائل بما يزيد عن حاجة الجسم، حيث أن إدخال السوائل والماء قسريًا عادة ما يكون بكميات زائدة عن الحاجة بعكس الوضع الطبيعي.
فيما قد يؤدي هذا بدوره الى خلل في تركيز الأملاح في الدم، خاصة أملاح الصوديوم والبوتاسيوم مما يؤدي إلى متاعب صحية جدية مثل عدم انتظام ضربات القلب أو تشويش الوعي والغيبوبة.
المصدر : الوطنية