قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن محاولات تركيع غزة مستحيلة من يعتقد بأنه سيركع غزة واهم لأنه غزة بمقاومتها وتضحياتها ورموزها وشهدائها في قلب الشعب الفلسطيني والمسلم والعربي والحر.

وأضاف هنية خلال كلمة له في مهرجان "إلى القدس عائدون" الذي عقد بغزة اليوم الأحد، الأمة العربية والإسلامية لن تترك غزة وشعبها ومقاومتها وتضحياتها وحيدة أمام الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد أن حركة "حماس" تمد يدها للوحدة الوطنية وللحوار الوطني لبناء مرجعية متوافق عليها، لتفرغ لحماية القدس والتصدي للاستيطان والحصار وكل ما هو مقبل على قضيتنا الفلسطينية.   

وتابع هنية" حماس لا تريد أن ندخل معارك سياسية ولا غير سياسية مع أبناء الشعب الفلسطيني، مطالب الجميع في نفس الوقت بأن يحترموا مبدأ الشراكة السياسية وأن يحترموا خيارات الشعب.

خطوات حماس المقبلة

وعن الوثيقة السياسة الخاصة بحركة "حماس"، أوضح هنية أن الحركة خلال الأيام المقبلة ستقف على خطوطيين مهمتين.

وأكد أن الخطوة الأولى لـ"حماس" هي إعلان الوثيقة السياسية الذي سيعلن عنها خالد مشعل، مشددًا على أن الوثيقة تربط بين الأصالة وبين هذا التطور الذي تتميز فيه الحركات الفاعلة والمتآمرة والمؤثرة وتنظر بين مكونات الحالة الفلسطينية وعمقنا العربي والاسلامي وعلاقاتنا الدولية.

وبين أن الوثيقة لا تمس الثوابت والاستراتيجيات، لافتًا إلى أن ثوابت "حماس" ثابته لا تتغير وهي، "فلسطين والقدس والعودة والمقاومة والوحدة".

وأوضح أن هناك متغيرات، و"المتغيرات تتعامل مع المرحليات اما الاستراتيجيات والثوابت لا تتغير.

وأكد أن الخطوة الثانية للحركة خلال الأيام المقبلة، ستكون الانتخابات الداخلية في محطاتها الأخيرة لاختيار رئاسة الحركة واستكمال عقد قيادة حركة "حماس".

وتابع "يمكن أن نقول بأن "حماس" تتميز في ذلك وربما لأول مرة فصيل يسير في تغير دون وفاة ودون مرض لقيادة السياسية.

ووجه هينة رسالة للأسرى المضربين في سجون الاحتلال، قال: أبشركم بالنصر والحرية أيها الأبطال يآمن نسقتم وثيقة الوفاق أيها الرجال الذين تخضون معركة الأمعاء الخاوية من أجل الكرامة.

خطوات مضادة

وأوضح أن من بين القرارات التخلي عن الحكومة لصالح حكومة الوفاق الوطني، والمشاركة في الانتخابات المحلية التي أُلغيت "رغم أننا لم نستشر ولم يجر أي حوار معنا في حينه حولها".

وذكر أن حركته شاركت بوفد من الضفة الغربية المحتلة في مؤتمر حركة فتح السابع، ورحبت بكل الوفود التي تأتي إلى غزة أو إلى الدوحة، وعقدت سلسلة من الاجتماعات بشأن الوحدة الوطنية، وشاركت في اجتماعات اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني في بيروت رغم عدم التشاور المسبق معها والفصائل.

ووصف هنية الخطوات التي اتخذتها حماس في هذا السياق بـ"المسئولة والحكيمة"، مؤكدًا أن حركته "ليست نادمة عليها".

وقال هنية إن حركة فتح قابلت خطوات حركة حماس بخطوات مضادة، كان أبرزها وضع مخرجات اجتماع بيروت المتعلق بإنشاء مجلس وطني جديد "على الرف"، وإقرار إجراء الانتخابات المحلية في الضفة دون غزة، وخصم رواتب موظفي السلطة بغزة، والتلاعب بأقوات المواطنين، "ثم الموجة الأخيرة المتعلقة بعقاب غزة".

وأضاف هنية "هذا هو الانقسام الحقيقي. إنها قرارات تصدر بوعي ومنهجية لإبقاء الانقسام".

وتابع "إن من يفعل ذلك إنما يُضعف نفسه، فمن لا يتسلح بمراكز القوة في شعبنه ضعيف، والأعداء لا يحترمون الضعفاء. إذا كان الهدف أن نقول لترمب "الرئيس الأمريكي" إننا ضد المقاومة "الإرهاب"، فنحن نقول إن المقاومة عزنا وفخرنا".

الأسرى والقدس

وفي شأن آخر، شدد هنية على أن المقاومة في قطاع غزة أقوى مما كانت عليه قبل عدوان 2014، مشيرًا إلى أن الانتفاضة في الضفة "موجة وراء موجة تخبو ثم تنطلق من جديد".

ودعا هنية لضرورة توحد الشعب الفلسطيني خلف الأسرى في معركة الإضراب عن الطعام المستمرة لليوم 14 على التوالي.

وأضاف "كرامتكم في السماء دومًا وحريتكم دين في أعناق الرجال، وكما فعلناها أول مرة "صفقة وفاء الأحرار" فسنفعها ثانية وثالثة حتى نبيض السجون".

وفيما يتعلق بالمدينة المقدسة، أكد هنية أن "محاولات طمس الحقائق الدينية والتاريخية ونزع القدس من محيطها الفلسطيني والعربي والإسلامي وسياسية التهويد والحفريات وتهجير أهل القدس والضغط على المرابطين في الأقصى لن تفيد الاحتلال في شيء، ولن تغير الحقائق ولن تغير الهوية".

وأضاف "أقول لكل أولئك الذين يريدون إشغال شعبنا في هوامش بعيدًا عن القضايا الأساسية لن تنجحوا".

وتابع "نحن لا نقول فقط كلامًا يتعلق بتحرير القدس بل ببناء القوة وتراكم القوة وبناء استراتيجية المواجهة مع العدو لنحرر القدس".

المصدر : الوطنية