أحداث متسارعة وتصريحات تهديد ووعيد تصدر من عدة قيادات في حركة فتح وعلى رأسها الرئيس محمود عباس تجاه حركة حماس في قطاع غزة من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني المستمر منذ ما يقارب 10 سنوات.
وأجمع محللون على أن ما يحدث في قطاع غزة من تطورات ناتجة عن ضغط عربي ودولي بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف فرض تسوية إقليمية تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد هؤلاء في تصريحات منفصلة للوطنية أن الحل الاقليمي الجديد قائم على فصل غزة عن الضفة الغربية وإقامة دولة في غزة وجزء من سيناء، موضحين أن غزة أمام مفترق طرق صعب له تأثيرات كبيرة على المواطنين وحركة حماس بشكل أكبر.
وكان الرئيس محمود عباس قال إن السلطة الفلسطينية ستتخذ خطوات غير مسبوقة خلال الأيام المقبلة بشأن إنهاء الانقسام.
وأضاف عباس خلال كلمته بمؤتمر سفراء السلطة الفلسطينية في البحرين " هذه الأيام نحن في وضع خطير جداً وصعب جداً ويحتاج إلى خطوات حاسمة ونحن بصدد أن نأخذ هذه الخطوات".
التسوية الإقليمية
بدوره، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف :"إن هناك مشروع إقليمي خطير يتم الاعداد له لحل القضية الفلسطينية، وهذا ما دفع الرئيس محمود عباس لاتخاذ الخطوات الأخيرة ضد قطاع غزة في ظل زيارته المرتقبة إلى واشنطن".
وشدد على أن ما قام به الرئيس عباس من خلال خصم الرواتب على موظفي السلطة في غزة هو دليل على أنه يريد فصل غزة عن الضفة وقطع أي ترابط بينهما.
وأكد الصواف أن الحل الاقليمي الجديد قائم على فصل غزة عن الضفة الغربية وإقامة دولة في غزة وجزء من سيناء، وأن مصر ستتولى تنفيذه ، وفي الضفة الغربية ستبقى الكتل السكانية الفلسطينية الكبيرة تدار عبر روابط البلديات إما من خلال الجانب الأردني أو مع الإدارة المدنية الإسرائيلية.
وأوضح أنه لهذا السبب تخلق الأزمات الكبيرة لقطاع غزة حتى ييأس الشعب الفلسطيني من الوضع القائم، ويقبل بأي حلول حتى لو كانت على حساب حقوقهم الأساسية.
وأكد الصواف أن حركة حماس حريصة على وحدة الصف الفلسطيني ولم تبخل في أي مره من تقديم ما يمكن أن ينهي الانقسام ، وأن المشكلة عند الرئيس عباس والدليل أن الاتفاقيات التي وقع عليها لم يتم تنفيذها.
وأضاف " أن الرئيس عباس حينما يتحدث عن إنهاء الانقسام يفرض شروطه ولا يتحدث عن الاتفاقيات التي وقعت عليها حركة فتح في القاهرة والشاطئ وغيرها"، مؤكداً أن تهديدات عباس كلامية، ولن تكون سيف مسلطه على رقبة حماس ولا الفصائل الفلسطينية.
وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية والقيادي في فتح نبيل أبو ردينة قال إنهم بانتظار جواب حركة حماس على ما قدم لها من أفكار متفق عليها فلسطينياً وعربياً".
وأضاف في تصريح لصحيفة "الوسط" البحرينية " على حماس أن تنهي إقامة الحكومة وأن تلتزم بمنظمة التحرير وبما تم الاتفاق عليه في كل المواثيق الفلسطينية التي جرت في مكة والقاهرة وقطر".
وعقب الصواف على تصريحات أبو ردينة قائلاً :" أين هي الافكار التي يتحدث عنها، هل هي حكومة وحدة وطنية وفق برنامج منظمة التحرير الذي يقضي الاعتراف بالاحتلال والتنازل عن 78% من فلسطين، هذه الشروط مرفوضة من غالبية الفصائل الفلسطينية".
حماس العقبة
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل :"إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد فرض تسوية في المنطقة العربية، والتسوية لها استحقاقات، والجانب الفلسطيني ليس لديه خيارات، والعرب جزء من التسوية الاقليمية، ولذلك يجب أن يتم إزالة كل العقبات، وحركة حماس عقبة أمام المخطط ولذلك أما أن تتقارب حماس مع الرئيس عباس أو يتم إزالتها بالقوة".
وأضاف عوكل " الوفد القادم إلى غزة يحمل شروطاً وليس قضايا للحوار ومن الصعب أن توافق عليها حماس، والانقسام أصبح استحقاقاً له علاقة بالحركة السياسية الجارية على جبهة التسوية، وغزة ستعاني من المزيد من الاجراءات القاسية لبعض الوقت، وفي النهاية إذا ما سلمت حماس سيكون الثمن كبيراً على حساب المواطنين والكل بغزة".
وتابع " لا أتوقع أن حماس تستجيب بالقدر الكافي للرئيس عباس والحل ممكن أن يكون حرباً سواء بادرت حماس أو الاحتلال، ولا يوجد مخارج أخرى، وسابقاً كانت حماس توجد حلول مع قطر وتركيا اليوم كلهم أصبحوا جزء من الحركة السياسية التي تديرها أمريكا فأصبحت الأمور مغلقة امام حماس، ولا تحالفات ولا مخارج تساعدها".
المصدر : بلال عاشور_الوطنية