قال المحلل السياسي الإسرائيلي "آفي يسخروف"، إن حركة "حماس" لا تمتلك في هذه المرحلة أدلة تفيد بوجود جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" في مسرح عملية اغتيال القائد القسامي مازن فقها مساء أمس الجمعة.
وأضاف يسخروف في مقاله نشره على موقع "والا" العبري مساء اليوم السبت، أنه وبعد متابعة مجرات الأحدث منذ اللحظة الأولى لاغتيال فقها وحركة "حماس" تعتبر "إسرئيل" المسؤولة عن العملية.
وأكد أن الوضع الجاري يترك لدى كتائب القسام مساحة كافية من المناورة لكي لا يفتح حربًا على "إسرائيل" وأن لا يكون ملزمًا بالرد الذي يجر الطرفين إلى الحرب.
وتابع "بصمات الشهيد فقها التي لوحظت خلال عشرات المحاولات لتنفيذ عمليات في السنوات الأخيرة، والتي حاولت حماس إخراجها حيز التنفيذ في الضفة وداخل الخط الاخضر يظهر أن إسرائيل لها مصلحة أكيدة للتخلص من الرجل".
وأكد أن اغتيل فقها بالقرب من بيته القريب من شاطئ البحر، يفرض معادلة جديدة على جميع قيادات حركة "حماس" في غزة لتغير جدول أعمالهم وسلوكهم اليومي، مضيفًا "لم يعد أحد محصن بغزة ولم يعد أحد يظن أن حياته آمنة بعد اغتيال فقها بغزة".
وأشار إلى أن عملية الاغتيال ستجبر القيادة إلى التحرك بحراسات وفي بعض الأحيان سيضطرون إلى تغيير منازلهم ومخابئهم "تمامًا مثلما يعيش المطلوبون في الضفة الغربية في العقد المنصرم".
وأضاف "هذه الفترة تجدر الإشارة إلى أن ليس هناك أي دليل على أن "إسرائيل" هي المسؤولة عن الاغتيال، رغم ذلك فإن من قام بهذا الاغتيال أراد أن يوصل هذه الرسالة بالتحديد إلى قيادة حماس مفادها بأنكم جميعكم في مرمى النار".
وعلق يسخروف على طريقة الاغتيال قائلًا "المغتالون عملوا بطريقة مهنية جدًا وعلى خلاف فقهاء وزملائه لم يتركوا في الموقع آثارًا تدل على هويتهم".
وأكد أن المهنية العالية واستخدام كاتم الصوت بالسلاح والاختفاء النظيف من الموقع تجعل أحد الهيئات الأمنية في "إسرائيل" محل شك.
وأوضح أن غياب الدليل القاطع جعل حركة "حماس" في غزة تكتفي بالتصريحات التهديدية المتكررة في هذه المرحلة على الأقل ستفضل ضبط النفس، لاسيما وأن من نفذ العملية أبقى له إمكانية الامتناع عن الحرب.
واختتم كلامه "وما يزال امتناع حماس عن الرد بالنيران في الساعات الأولى بعد الاغتيال ليس فيه دليل بالضرورة على ان مثل هذا الرد لن يأتي، اليوم يحيى السنوار الذي يعتبر القائد الخطير وغير المتوقع في الكثير من الحالات اثبت أنه شخص لا يوقفه شيء، وربما يفضل الانتظار إلى الوقت المناسب لضرب "إسرائيل" عندما لا تكون مستعدة.
وتابع "الرد قد يكون على هيئة عملية اختطاف أو بدلًا من ذلك العودة إلى النمط المعروف لدينا من العقد المنصرم كالعمليات الاستشهادية، وفي مثل هذه الحالة ستحاول "حماس" أيضا أن لا تخلف بصمات لكي لا تجر غزة إلى الحرب ولكن برسالة واضحة لـ"إسرائيل" بأن الاستمرار في الاغتيالات سيجر ردًا صعباً.
المصدر : الوطنية