أكد مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة تامر المسحال على أن تجربته في الحرب الأخيرة على غزة التي امتدت لـ 51 يومًا كانت الأكثر قسوة ومرارة.
وقال المسحال لـ الوطنيـة ضمت سلسلة حلقات "بصمات وثقت الحرب"، إن هذه المرارة والقسوة في تجربته لم تكن وليدة العمل الصحفي فقط، إنما لكونه إنسان وابن لفلسطين.
وأضاف أنه " رُغم كل الصعوبات والآلام والابتعاد عن الأهل طيلة أيام الحرب، إلا أن الصحافي الفلسطيني كان على قدر المسؤولية في أداء عمله بكل مهنية ومصداقية".
أما عن المواقف التي قال المسحال إنها لم تُمحى من مخيلته أثناء تغطيته للحرب، استذكر لحظة إعلانه لخبر استشهاد المصور الصحافي خالد حمد على الهواء مباشرة من مستشفى الشفاء، والذي كان مدرجاً بالدماء وهو يرتدي درع الصحافة.
وأضاف أنه لن ينسى صورة طفل متحلل الجثة في مدينة رفح، ولا طلب الطفل أنس قديح للماء قبل استشهاده بلحظات بعد إصابته بشكل مباشر بقذيفة إسرائيلية.
وشدد المسحال على أن هذه المواقف لن تُمحى من ذاكرته "لا اليوم ولا بكرا ولا بعد سنوات طويلة"، إلا أنه لم ينسى تكريم الرسالة الإعلامية الفلسطينية لحظة انتهاء الحرب، عندما رفعه الجمهور على الأكتاف.
وأوضح أن هذا التكريم لم يكن لشخصه، إنما هو تقدير لقيام الصحافيين الفلسطينيين بواجبهم على أكمل وجه في التغطية الإعلامية.
وأشار إلى أن الصحافي الفلسطيني هو ذلك الذي يحفر في الصخر، حيث أن كل حياته تحديات وعقبات وصعوبات.
وأضاف أن الصحافي الفلسطيني رُغم ذلك كله، استطاع أن يجمع بين المتناقضات، لم تغب عنه صور الحياة، في ظل وجود رائحة الموت في كل ناحية.
جميع الحقوق محفوظة للوكالة الوطنية للإعلام © 2007 - 2024