يتجهز مقر المقاطعة في رام الله لعقد المؤتمر السابع لحركة فتح والذي يشغل بال العديد من الأوساط لما له من أثر في مخرجاته على الحالة الفتحاوية بشكل خاص، وعلى الحالة الفلسطينية بشكل عام.
ويأتي هذا المؤتمر في ظروف جادة تأتي بالتزامن مع تغيرات سياسية كثيرة وخلافات قد تؤدي إلى كثير من الاحتمالات التي لا تفيد حركة فتح والمشروع الوطني الموحد.
وقال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح محمد النحال إن ما سيتم طرحه في المؤتمر هو ملفات لها علاقة بالبرنامج السياسي المقبل لحركة فتح وتكوين النظام الداخلي والبناء الوطني وغيرها من الملفات التي تخص الحركة.
وأكد النحال لـ الوطنية، أن المؤتمر يعتبر أعلى هيئة تنظيمية لمناقشة الملفات بشكل جدي وديموقراطي وبحضور قيادات الصف الأول في الحركة، حيث سيكون المؤتمر على قدر كبير من النزاهة والشفافية لخدمة المشروع الوطني في المرحلة المقبلة.
وبيّن أن القيادة المشاركة بالمؤتمر قادرة على انتخاب مجلس ثوري جديد ولجنة مركزية وقيادة جديدة وازنة للحركة فتح وعلى قدر كبير من المسؤولية، مشيراً إلى أن المؤتمر لن يقرر خليفة الرئيس محمود عباس وإنما سينتخب رئيس لحركة فتح.
وتابع النحال "قيادة فتح الموحدة هي المشاركة ولا يوجد ما يسمى انقسام داخلي فتحاوي، وتم دعوة كل المشاركين من أبناء فتح في الإطار التنظيمي ومن ينطبق عليهم الحضور سيحضرون".
وأكد أنه تم تجهيز عدة أوراق فيما يخص قيام الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وكذلك الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، وسيتم دراسة الموضوع بشكل مستفيض، مبينّا أن هناك لجنة سياسية منعقدة وسيتم مناقشة الكثير من المواضيع وفقا لما يتماشى مع البرنامج السياسي الوطني لحركة فتح.
"تيار إصلاحي"
بدوره، قال القيادي المفصول عن حركة فتح عبد الحميد المصري، إن الخطط المطروحة للمؤتمر السابع وضعت بطريقة شخصية تفيد التركيبة المجتمعة بعد استثناء الكثيرين من أعضاء المجلس الثوري و"التيار الإصلاحي" الداخلي المحسوب على القيادي المفصول من الحركة النائب محمد دحلان.
وأكد المصري لـ الوطنية، أن مدخلات المؤتمر لا توحي بمنتج وطني قادر على خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، بل ستكون قراراته مفصلة حسب الرؤية والحسابات الخاصة بالرئيس محمود عباس.
وأوضح أن عدم التنوع في الطروحات والمشاركات المقدمة تلغي العملية الديموقراطية داخل المؤتمر وتقدم أسوء ما هو موجود من قرارات.
وتابع " لن يحقق المؤتمر أي تقدم في العملية السياسية على كل الأصعدة داخلياً وخارجياً، وسنرى هذا بعد انتهاء دورته المقبلة ".
وأضاف أن المؤتمر لن يعالج القضايا العالقة كانتهاء الاحتلال والانقسام الفتحاوي الداخلي والانقسام بين فتح وحماس من الأجندات الأساسية المطروحة، بل سيتم تأجيلها وتشكيل لجان خاصة لها بعد انعقاد المؤتمر.
وأكد أن هدف المؤتمر الوحيد هو استثناء تيار وطني حر يتصدى لـ "القرارات الخاطئة" التي يقوم بها الرئيس عباس، مشيرًا إلى عدم وجود قرار وطني فلسطيني مستقل في خضم الكثير من الصراعات والتجاذبات السياسية المحيطة.
أما القيادي المفصول من حركة فتح سمير المشهراوي، أكد أن ما يحضر له في رام الله الأيام المقبلة ليس مؤتمراً عاماً لحركة فتح لأنه اقصائي وتدميري ولا يمثل الكل الفتحاوي.
وأوضح المشهراوي في لقاء إعلامي، أن مخرجات المؤتمر ستكون "سيئة وتفتح الأبواب لكل الاحتمالات التي باستطاعتها تشتيت العمل الوطني وحركة فتح خاصة".
نزاعات وتحديات
من جهته، قال المحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني ناجي شراب، إنه لا يمكن تجاهل أو إنكار الكثير من المشاكل والصراعات على القيادة داخل حركة فتح، ولا يمكن للمؤتمر تجاهل انعكاساتها الخطيرة على المخرجات والقرارات التي سيتم اتخاذها، لاسيما أن البعد الشخصي سوف يطغى على قاعة المؤتمر حينها.
وأضاف شراب "أنه لا يمنع من القول إن هناك نزعة خلافية موجودة داخل الحركة وأزمة قيادة واضحة، وانعقاد المؤتمر في ظل هذه النزعة يمكن أن يهدد كيان الحركة وتؤثر على القرارات التي سوف يتخذها المجتمعون مما يفرض تحديات وسيناريوهات كثيرة مثل الانقسام أو ظهور كيان جديد وغيرها".
واعتبر أن المشروع الوطني الفلسطيني يتحدد حسب ما يخرج به المؤتمر من قرارات، حيث يمكن النظر له كأي مؤتمر داخلي يخص أي تنظيم له بعد فلسطيني لكن هنا البعد الداخلي طغى على الأبعاد الأخرى، موضحًا أن ما سينتجه المؤتمر من قيادة لن تتغير عن سابقاتها في حيث الوجوه.
وأعرب عن تخوفه من ردة فعل "الطرف الإصلاحي" الداخلي على مخرجات المؤتمر، مما قد يؤدي إلى مطالبة الطرف الآخر بتشكيل مؤتمر آخر أو تشكيل نواة جديدة لتنظيم جديد، حيث "لا أمل في المصالحة بعد ذلك عند الطرفين".
وأضاف أنه من المتوقع اتهام دحلان بتهم أمنية في الضفة وغزة ولبنان بوتيرة زائدة عما سبق، مما يزيد الأمور تعقيداً، قائلًا إن القرار السياسي لا يعتبر مستقلاً ويخضع لكثير من المؤثرات الخارجية، لذلك سوف تكون مخرجات المؤتمر أقل من سقف التوقعات الموضوعة له.
المصدر : الوطنية - فادي بارود