أكد الرئيس محمود عباس أن أبواب الحوار مع الإسرائيليين أقفلت، لكنه لم يقفلها وما زال أيديه ممدودة السلام، مضيفاً:" لا هم يلغوننا ولا نحن نلغيهم، فلهم دولتهم ولنا دولتنا".
وقال الرئيس في كلمة له مساء أمس خلال افتتاحه أعمال مؤتمر مغتربي أبناء محافظة بيت لحم الأول،:" إذا وافقوا الإسرائيليين على ذلك فإن المبادرة العربية تنص على التطبيع مع الدول العربية والإسلامية بعد تحقيق السلام ولكن لا تلعبوا من تحت الطاولة (إسرائيل) وتحاولوا التطبيع قبل أن تنسحبوا من أرضنا".
وتابع: "نحن صادقون بدعوتنا للحوار واللقاء على أساس وقف الاستيطان وتنفيذ الاتفاقات السابقة واحترامها، وإذا لم تحترم تنفيذ اتفاقيات بسيطة فكيف ستحترم اتفاق سلام نهائي".
وأوضح أن" إرادة شعبنا قوية رغم أن الطريق طويل وصعب، وهناك عقبات وعراقيل، ولكن لا تيأسوا ولا تقنطوا فإن الدولة قادمة لا محالة شرط أن تصبروا وتصمدوا"، وفق قوله.
وأضاف أن الذي "بقي هنا عليه أن يصمد والذي هناك (الغربة) عليه أن يتواصل ويتسمك بالجذور، وهناك ملايين الفلسطينيين المغتربين في الخارج نريد أن نساهم مع بعضنا لكي نعيد بناء دولتنا فلسطين".
وتابع "أنا فلسطيني ويجب أن أبقى كذلك، فمنذ أن كانت هناك قضية اسمها قضية فلسطين أي منذ أكثر من 100 عام كان مقدرا ومقررا أن ينهى ويلغى ويمحى اسم فلسطين وأن يلغى ويمحى اسم الشعب الفلسطيني ليحل محلهم أناس آخرون، ولكن شعبنا ثبت اسم فلسطين بالصبر والصمود".
وبين أنه لم يحصل على صفة رسمية لفلسطين حتى عام 2012 إلا بعد حصوله على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة كعضو مراقب، مؤكدًا أننا:" "ناضلنا وما زلنا نناضل لكي نثبت فلسطين على خارطة العالم، ثبتناها كدولة مراقب، رفعنا العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، وأصبحنا أعضاء في الكثير من المنظمات الدولية ولكن ينقصنا الكثير، وأمامنا الكثير، حتى نحقق الإنجاز الوطني ونحقق قيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية كدولة مستقلة.
وأردف الرئيس "منذ 1850 بدأت هجرات أهلنا من هنا، بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، بحثا عن لقمة عيش كريمة فذهبوا إلى هناك، لكن فلسطين بقيت في قلوبهم وعقولهم ولم يندمجوا في الغربة، ونقلوا حب فلسطين للأجيال المتعاقبة ولم ينسوها".
وأضاف:" زرت تشيلي قبل عدة سنوات وتم استقبالي من الجالية الفلسطينية هناك بقلوب عربية تحب فلسطين، حافظوا على فلسطين بعقولهم وجذورهم والوطن في قلوبهم، وهم في قلب الوطن رغم الغربة والبعد عنه".
وحيا المؤتمرين على مؤتمرهم، متمنيا لهم التوفيق، وأن يتكرر هذا المؤتمر من كل أبناء الجاليات الفلسطينية المغتربة الأخرى ليعيدوا ارتباطهم المادي بوطنهم وليعيشوا مع أهلهم ويستثمرون في بلدهم.
وأضاف أن هذه هي العودة الحقيقية للجذور، "فنحن نناضل من أجل تثبيت فلسطين على خارطة العالم، واليوم مؤتمركم يقام على أرض دولة فلسطين، على أرضكم، وفي مهد السيد المسيح".
وقال:" رفعنا صوتنا عاليا وقلنا للعالم اعملوا ما عملتم مع إيران عندما تداعى العالم لحل الأزمة الإيرانية، فاستجاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وقال أنا جاهز لعقد مؤتمر دولي وبالفعل عقد المؤتمر في الثالث من يوليو الماضي وسيعقد بشكل نهائي نهاية العام الجاري، ونأمل أن تشكل لجنة دولية تتابع الحوار على أرضية واضحة ومدة زمنية محددة وآلية للتنفيذ، وعند ذلك يمكن أن نصل إلى حل، هذا هو الطريق الأخير الذي نحاول أن نسير به لتحقيق السلام الذي نحن مخلصون لتحقيقه"، "متسائلا: هل الطرف الأخر مخلص كذلك؟ سؤال يوجه له ونحن ننتظر".
وشدد "أننا باقون على أرضنا وصامدون فيها ولن نرحل، وتجربة عام 1948 لن تتكرر وكذلك عام 1967، سنبني وطننا، وهناك حركة وقصص نجاح ونمو سياحي واقتصادي وحياتي وفق إمكاناتنا وفي المناطق التي نسيطر عليها"، كما قال.
المصدر : الوطنية