قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، إن مبدأ الحوار والمصلحة المشتركة هو الأساس التي تقوم عليها لبنان بعلاقتها مع دولة فلسطين، مضيفاً أن زمن الاقتتال والويلات التي طالت اللبنانيين والفلسطينيين ولت إلى غير رجعة.

وشدد سلام خلال حفل أقامته لجة الحوار اللبناني- الفلسطيني في بيروت اليوم الأربعاء، على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة عليها، مؤكدًا أن مصلحة اللبنانيين والفلسطينيين تقتضي منهم التنقيب معا وباستمرار، في مسار حياتهم وتجاربهم، من أجل الوصول الى بناء علاقات سوية قوامها احترام سيادة الدولة اللبنانية وحقها في فرض قوانينها بواسطة قواها النظامية على كامل الأراضي اللبنانية، وفي الوقت نفسه مسؤوليتها عن أمن وسلامة جميع المقيمين غير اللبنانيين.

وأشار إلى أن ذلك" لا بد أن يترافق مع ما تعهدت به حكومتنا وما سبقها من حكومات، من عمل على تحسين الأوضاع المعيشية والاجتماعية للأخوة الفلسطينيين في مخيماتهم وتجمعاتهم، وهو التعهد الذي لم نستطع دائما الوفاء به، بسبب الظروف الضاغطة التي كانت أقوى من قدراتنا في الكثير من الأوقات".

واعتبر أن هذا العمل الذي نحتفي به اليوم يسلط الضوء على التهجير الأقدم في تاريخ المنطقة، الذي نجم عن خطيئة أصلية سبقت كل موجات التهجير المتعاقبة، تمثلت في قيام الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين، وعلى حساب شعبها الذي تعرض للاقتلاع على امتداد عقود من الزمن، وفق قوله

ولفت سلام الى أن الوجود الفلسطيني في لبنان مر بظروف وحقب متعددة، وانقسم اللبنانيون بشأنه وتحاربوا، "ومن هنا، أهمية العمل الذي تقوم به لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني في محاولتها صياغة تاريخ هذا اللجوء، ليس من أجل نكئ الجراح، بل من أجل علاجها وبناء ذاكرة مشتركة تمحو ما تراكم من غبار الاحقاد التي تراكمت في سنوات الاقتتال".

وشدد على أنه لا بد من وقفة أمام المشهد السياسي المتداخل اقليميا ودوليا، وسط ظروف الحروب الدائرة على أكثر من جبهة، وبشعارات تشابكت فيها نفحات الربيع العربي الذي تحول أتونا لصراعات داخلية مع هجمات ارهابية لمجموعات تدعي الاسلام في حروبها على المسلمين أولا وأخيرا، كما قال.

وأضاف "أخطر ما لمسناه تراجع القضية الفلسطينية وتهميشها في اللقاءات الدولية، ونجاح الاحتلال الاسرائيلي في منع تطبيق الاتفاقات الدولية بشأن الدولة الفلسطينية ومسألة القدس وحقوق الفلسطينيين بحياة كريمة".

وتابع: "نريد في لبنان أن نعيد البوصلة إلى القضية العربية الأولى، نريد أن تعود القمم العربية الى تصويب الجهود والضغط لتبقى فلسطين جذوة لا تنطفئ".

وأردف بالقول رئيس مجلس الوزراء اللبناني: "العمل الذي قدمته إلينا لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني هو جملة نوعية إضافية في كتاب الأخوة والمصالح المتبادلة بيننا. ونحن نعول على مساهمة الجميع ودعم الأشقاء والأصدقاء في اكمال بناء هذه العمارة الطموحة. هذا الدعم المطلوب، يحتاجه لبنان وفلسطين معا، ويحتاجه كل شرقنا المعذب الذي لا يمكن أن يتعافى من أمراض التكفير والتعصب والإرهاب والحروب المتواصلة، من دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية".

المصدر : الوطنية