كشفت صحيفة "العربي الجديد"،  أن رئيس الوزراء البريطاني السابق، المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، توني بلير، يبذل حالياً جهوداً مشتركة لتنسيق قمة تجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل نهاية العام الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية مصرية واسعة الاطلاع، إن المحادثات التي أجراها بلير مع نتنياهو ومستشاره إسحق مولخو يوم الإثنين الماضي، عقب يوم واحد من زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى القدس المحتلة كانت منصبة على الإعداد لهذه القمة، وبحث الطريقة المثلي لتسويقها والموعد المناسب لإجرائها بما لا ينال من شعبية الرئيس المصري.

وأوضحت المصادر أن زيارة شكري  إلى القدس المحتلة كان من أحد أهدافها قياس مدى قبول الرأي العام المصري لتقارب رفيع المستوى بين مصر وإسرائيل على مستوى لقاءات القمة، أخذاً في الاعتبار أن نتنياهو لم يزر مصر منذ لقائه بالرئيس المخلوع حسني مبارك في شرم الشيخ قبل ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 بأيام، وتحديداً في السادس من ذلك الشهر.

وبينت أن هناك خلافاً في اللجان المصرية الإسرائيلية المشتركة التي استأنفت المباحثات المشتركة منذ أشهر عدة ويقودها دبلوماسيون ورجال استخبارات من الجانبين، ويتركز الخلاف حول إذا ما كان من المفيد عقد القمة ثنائية، أو توسيعها في شكل مؤتمر قمة إقليمي لبحث آليات تفعيل الدعوة التي أطلقها السيسي في مايو/ أيار الماضي لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ووفقا لما نقلته صحيفة العربي الجديد عن المصادر، فإن السيسي يفضل أن يكون هناك لقاء رباعي يجمعه بنتنياهو والرئيس محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أو لقاء ثلاثياً مصريًا إسرائيلياً فلسطينياً فقط، بحث لا يبدو الأمر وكأنه تقارب استثنائي بين مصر وإسرائيل.

في المقابل، فإن هناك تفضيلاً، نقله نتنياهو إلى بلير وشكري عبر مستشاره مولخو، المعروف بعلاقته الوطيدة برجل الأعمال المصري حسين سالم، يتمثل في أن يكون سياق التقارب المصري الإسرائيلي هو الأساس لعقد القمة المرتقبة، وأن تأتي جهود تفعيل دعوة السيسي في وقت لاحق بعدما تحل السلطة الفلسطينية مشاكلها الداخلية. ويمثل هذا الأمر في الحقيقة الجزء الأول من دعوة السيسي، إذ كان قد دعا الفرقاء الفلسطينيين إلى توحيد القيادة قبل الانخراط في مفاوضات جديدة للسلام بهدف أن تكون النتائج ملزمة للجميع.

وذكرت مصادر مصرية،  أن اللقاء الأخير بين السيسي وبلير في القاهرة قبل أيام شهد استطلاع رأي بلير حول سبل تفعيل دعوة السيسي، لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وآفاق التعاون المحتملة مع إسرائيل في قضايا إقليمية مختلفة، إضافة إلى استشارته بشأن مستجدات أزمة سد النهضة مع إثيوبيا.

وأكدت المصادر في حينه أن المحادثات تناولت الجولات التي قام بها بلير في أفريقيا أخيراً، لتدشين بعض المبادرات الإنسانية، وبحث إمكانية مساهمة مصر فيها، لتقوية علاقاتها بالدول الأفريقية، في نطاق المساعدات الفنية والنوعية.

وكانت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية قد ذكرت في عام 2014 أن بلير يتولى منصب مستشار سياسي واقتصادي للسيسي بأجر مدفوع، لكن مكتب بلير نفى هذه المعلومات. وفي عام 2015، برزت معلومات أخرى عن ممارسة بلير عملاً استشارياً، واقتصادياً، وسياسياً لدولة الإمارات العربية، وهو ما يتناقض مع منصبه الدبلوماسي كمبعوث للسلام.

المصدر : وكالات