أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، أن الهدف الأساسي من المصالحة بين حركتي فتح وحماس هو بناء استراتيجية وطنية لإدارة الصراع في المرحلة القادمة.
وقال الهندي في حديث سياسي بعنوان " ما العمل" الذي ينظمه مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والأبحاث السياسية في غزة يوم أمس، إن الأساس من المصالحة أن يتم تحديد الهدف الذي يتمثل ببناء استراتيجية وشراكة حقيقية وليس تشكيل حكومة وحدة أو التحضير للانتخابات أو المحاصصة أو الخلاف على برنامج الحكومة.
وأضاف:" المصالحة متعثرة اليوم، لأن مفهوم سلطة رام الله لها هو استعادة غزة للشرعية وتقوية فرص التفاوض مع إسرائيل وليس بناء شراكة فلسطينية حقيقية".
وأوضح أن السلطة تُصر على أن يكون برنامج أي حكومة توافقية هو برنامج الرئيس محمود عباس، لضمان وضع الجميع ضمن اطار سلطة تعمل في خدمة وهم التفاوض والتنسيق الأمني، وفق قوله.
وعن تهديد السلطة في كل مرة بالذهاب للمؤسسات الدولية، قال الهندي إنها تفشل بكل مرة في الذهاب لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية و المحكمة الدولية بخصوص الجدار، وتشارك في حصار المقاومة الشعبية التي لوحت بها، عبر استعداء النشطاء والتضيق عليهم، مؤكدًا أن السلطة قبرت هذه القرارات.
وبين أن فرنسا وأوروبا أظهروا عجزهم عن القيام بأي دور فاعل في المنطقة، لافتاً إلى أن تهديد بعض رموز السلطة بالبدائل أصبح فاقد لأي مضمون أو جدية، حيث يهدف" لشراء الوقت ونشر الأوهام بأن هناك حراك سياسي بديلاً عن الانتفاضة"، على حد تعبيره.
وذكر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن نتيجة العملية السياسية فقدت السلطة قدرتها على اشتقاق برنامج سياسي يستجيب لتغيرات المنطقة، موضحاً أنها أخذت معها منظمة التحرير التي تفاوض باسمها وعكست حالة استسلام وغياب البرنامج على حركة "فتح" على حد كبير.
وبين أن السلطة اليوم تفقد كل أوراق القوة تقريبا ومنظمة التحرير وفصائلها مفككة ومعظمها لا تعكس قوة حقيقية على الأرض، وحركة فتح تعصف بها مشاكل داخلية وتتعرض لضغوط عربية متعددة تحت مبرر تحقيق مصالحة داخلية أو ترتيبات لمرحلة ما بعد الرئيس عباس، كما قال.
وأكد أن "فتح" يمكن أن تستعيد مكانتها ووهجها وتاريخها في حال قررت تبني الانتفاضة كأول خطوة بهذا الجانب، ووقف ما أسماه التآمر على الانتفاضة وتجريم التنسيق الأمني مهما كانت الصعوبات والتداعيات.
وتابع:" أن هذه الخطوة ستخلق ديناميكية جديدة لإتمام المصالحة واستعادة بعض التعاطف الدولي والاقليمي مع القضية الفلسطينية".
المصدر : الوطنية