أكدت إيران أنها لن ترسل أيا من مواطنيها إلى السعودية هذا العام لأداء فريضة الحج، بحسب ما ذكره مسؤول إيراني مساء الخميس، في أحدث تطور في توتر العلاقة بين القوتين بعد حدوث كارثة خلال موسم الحج العام الماضي قتل فيها على الأقل 2426 شخصا.
وقالت إيران إن "عدم كفاءة" السعودية أدى إلى وقوع حادثة التدافع والدهس في 24 سبتمبر/أيلول في المدينة خلال الحج، موضحة أن 464 من حجاجها قتلوا فيها.
وكانت الدولتان قد سعتا عن طريق التفاوض "حل قضية" الأمن لعدة أشهر، لكنهما فشلتا في إحراز أي تقدم، بحسب ما ذكره علي جنتي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني.
ونقلت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية عنه قوله "فعلنا ما بوسعنا، غير أن السعوديين أفشلوا الجهود. وليس هناك الآن وقت."
وتأتي تلك التصريحات بشأن الحج، بينما لا يزال التوتر بين البلدين مستمرا منذ 2 يناير/كانون الثاني عندما نفذت السعودية حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي البارز، نمر النمر.
وكانت السعودية قد وصفت النمر بأنه "إرهابي خطير" يثير الانشقاق في الجزء الشرقي الذي تسكنه أغلبية شيعية، وهذا ما تنفيه أسرة النمر، التي تقول إنه لم يدع أبدا للعنف، ولم يحمل سلاحا.
وأثار إعدام النمر احتجاجات واسعة في إيران. وقد تحولت المظاهرات خارج السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد إلى احتجاجات عنيفة، اقتحم فيها محتجون المبنيين.
وقطعت السعودية، نتيجة لذلك علاقتها الدبلوماسية مع طهران. كما أن كل بلد منهما يؤيد طرفا مختلفا من طرفي الصراع في سوريا وفي اليمن.
وبناء على إغلاق السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، فقد أبلع مسؤولون سعوديون طهران بأنه سيتحتم على مواطنيها السفر إلى السفارات السعودية في بلدان أخرى للحصول على تأشيرة الحج، بحسب ما قاله جنتي.
ووصف الوزير ذلك بأنه نقطة شائكة أخرى في المفاوضات الفاشلة بينهما.
وأضاف "بسبب غياب أعمال القنصلية الإيرانية في السعودية، بعد قطع العلاقات بين طهران والرياض، قدمت إيران بعض المقترحات - فيما يتعلق بطلب التأشيرات، والأمن، ونقل الحجاج جويا، لكن الرياض رفضتها."
كما لام حسين جابري أنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، السعودية لفشل المحادثات بين البلدين.
وقال "إن لم يصل البلدان إلى اتفاق بشأن تلك القضايا، فإن السعودية ستكون مسؤولة عن سد السبيل أمام إرسال الإيرانيين الراغبين في أداء الحج."
المصدر : BBC عربي