كرمت مؤسسة بيت الصحافة في غزة، عوائل الشهداء الصحفيين الذين ارتقوا خلال الحروب المتتالية على قطاع غزة، لا سيما في تغطيتهم الإعلامية من أجل كشف مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنين العزل.
وشارك في حفل التكريم أهالي الشهداء الصحفيين وعدد من الصحفيين والإعلاميين، حيث عرضت صور شهداء الحركة الصحفية بغزة على هامش الحفل.
وقال مدير عام مؤسسة بيت الصحافة بلال جادالله إن :" اليوم العالمي لحرية الصحافة يختلف في فلسطين عن اي مكان بالعالم، كيف لا ونحن نحتفل اليوم وبجانبنا صورا لعشرات الشهداء الصحفيين الذين رسموا لنا معالم طريق الحقيقية التي دفع هؤلاء الابطال انفسهم ثمنا لها".
وأضاف جادالله :" تمر الأعوام ولا نزال نناشد بمحاسبة قتلة شهداء الصحافة في فلسطين، وسط احتفال الصحفيين في دول العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، وتهنئة بعضهم بعام جديد ينالون به مزيداً من الحقوق والحصانة التي شرعتها كل المواثيق، في حين تعرض الصحفي الفلسطيني لانتهاكات يومية من الاحتلال."
وأشار إلى أن اليوم العالمي لحرية الصحافة يأتي وصحافيو غزة ممنوعين من أبسط حقوقهم في التنقلِ والسفر وهذا يَتنافى وكلَّ القوانينِ والمعاييرِ الدولية، إضافة للعديد من الإعلاميين الجرحى الذين أصيبوا خلال عملهم الصحفي ومعيقات الاحتلال تحول دون استكمال علاجهم.
وطالب جادالله بمحاسبة كل من اعتدى على حقوق الصحفيين، وفتح ملف الانتهاكات بحقهم التي أدت لاستشهاد وإصابة العشرات على أيدي الاحتلال، ورفع القضايا بالمحافل الدولية لوقف العدوان بحق حرية الكلمة (..) داعياً إلى احترام حقوق الصحفيين وأن يكون العام القادم عام الحريات الإعلامية.
وشكر جادالله ذوي الشهداء، مؤكداً على أن الصحفيون سيواصلون مشوار الدفاع عن الحقيقة مهما كان الثمن وأنهم سيبقوا أوفياء لزملائهم الذين سقطوا دفاعا عن حرية الكلمة.
من جانبه، أكد المختار جمال الوحيدي والد الشهيد الصحفي إيهاب الوحيدي أن الصحفي الفلسطيني أبرز شجاعته في توثيقه لجرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، مما جعله في دائرة الاستهداف الأولى للاحتلال.
وقال الوحيدي في كلمة عن أهالي الشهداء الصحفيين، إن ذوي الشهداء يتعاملون مع كل صحفي وصحفية على أنهم أبناءهم، ولا فرق بينهم وبين الشهداء فهم أصحاب الكلمة الحرة ولم ينسوا زملائهم الذين دفعوا حياتهم ثمناً لإيصال كلمة الحق.
وشكر الوحيدي مؤسسة بيت الصحافة على إقامة حفل لتكريم الشهداء، والصحفيين على مشاركتهم في تجديد ذكرى الشهداء والمطالبة بمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحقهم.
من جانبه، دعا القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان سامر موسى، ذوي الشهداء والجرحى الصحفيين بضرورة التقدم بشكاوي لدى النيابة العامة في فلسطين لتحريك الدعاوى العمومية، ومن ثم المطالبة بمسائلة الاحتلال على جرائمه بحق الصحفيين وطلب التعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم.
وأكد موسى على وجود حالة فلسطينية ماسة لتطوير القدرة القانونية لديها، وزيادة عدد العنصر البشري المؤهل قضائياً، فالملاحقة الجنائية الدولية في الحالة الفلسطينية ليست بالأمر الهين بل تحتاج إلى قدرات على أكثر من صعيد أهمها القدرة القانونية والمادية والبشرية للقيام بالدور المطلوب.
وطالب موسى مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية بضرورة أن يكون لها كلمة تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب بحق الصحفيين.
وأبدى استعداد مؤسسته الكامل بتبني أي أفكار من أهالي الشهداء الصحفيين، وفي ختام الحفل تم تكريم ذوى الشهداء الصحفيين، وتوزيع صورهم على عائلاتهم.
المصدر : الوطنية