قال النائب عن كتلة فتح البرلمانية محمد دحلان إن الجميع أصبح لديه فهمًا للحالة المزرية التي وصلت لها القضية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، حيث تعاني من انقسام بين الضفة وقطاع غزة وخلافات طاحنة داخل حركة التحرير الفلسطيني "فتح". وأوضح خلال حوار مع قناة "فرانس24" الخميس "أنا خرجت من الحركة أو أُخرجت منها، وهذا لا يعني أني سأتركها بل سأبقى فيها شاء من شاء وأبى من أبى، وسأستمر بدعم أبناء فتح ودعم الشعب الفلسطيني بالظروف التي تتوفر بالعلاقات مع العالم العربي".

النتيجة "صفر"

وأضاف دحلان: "حماس فشلت في تنفيذ أوهمها في حكم السلطة والشعب الفلسطيني وانتزاع الاستقلال، وعباس فشل في التوصل لأي اتفاق سياسي في آخر 10 سنوات". واعتبر أن نتيجة الرئيس عباس "صفر" في الإنجازات الوطنية، بصفته المتصدر الوحيد للعمل السياسي والمالي ومسؤول حركة فتح والشعب. ودعا  الرئيس عباس إلى إعادة النظر في الوضع الداخلي وتوحيد حركة فتح، وإعادة اللحمة بين غزة والضفة، معتبرًا أن "حماس لا تريد الوحدة الوطنية إلا بمفهومها".

مسؤولية الرئيس

وأشار إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يتحمل الإيجابيات والسلبيات نتيجة سياساته، مضيفًا لا يمكن أن تقول "أنا رئيس في الإيجابيات فقط، هذا إن وجدت عند أبو مازن". وطالب بإعلان "إيجابيات وانجازات محمود عباس والسلطة بكاملها"، مؤكدًا على وجود خراب وتراجع شامل للفصائل وللسلطة ولمنظمة التحرير.

 البديل

وبالنسبة للبديل لقيادة الفلسطينيين، قال دحلان: "أنا أطرح أفكارًا وليس بديلًا، أطرح تجرؤ على تقيم الوضع الداخلي"، معتبرًا أن "الرئيس وحماس أفسدوا الوضع الفلسطيني، ثم يقولون ما هو البديل". وأكد دحلان أن البديل هو عدم جواز بقاء الوضع الفلسطيني السياسي الراهن كما هو. وطالب دحلان الرئيس بإعادة الوضع الفلسطيني كما كان أو أفضل باعتباره يتحمل "مسؤولية أخلاقية وسياسية وتاريخية في افساد الوضع". وأضاف "أعتقد بوجود أبو مازن لابد من حدوث التغير الإيجابي، لا أحد يطرح نفسه بديلًا لأحد، يعني على إيش، ... يقال مؤامرة ويردون التخلص من أبو مازن، يتخلصون منه لماذا؟، من أجل المقاطعة؟، لا يوجد شيء عظيم تقاتل من أجله".

العلاقة من إسرائيل

وبالنسبة لعلاقته مع إسرائيل، قال: "أنا لم ولن أعتمد على إسرائيل، أنا أعتمد على التصويت في الانتخابات وعلى صوت المخيمات والمدن الفلسطينية التي رشحتني للمجلس التشريعي قبل ذلك". ورفض القيادي السابق في فتح فكرة تصنيف التيارات الفلسطينية كـ "إسرائيلية ووطنية"، قائلًا "على اعتبار أبو مازن يحاصر تل أبيب؟". وأكد على أن البديل الصحيح لما وصلت له القضية من كوارث "هو وحدة وطنية وتنظيم لمنظمة التحرير وإصدار برنامج وطني يقره من المجلس المركزي"، وجدد مهاجمته للرئيس وقال: هذا المجلس الذي يعتبره أبو مازن لا لزوم له سوى أنه جاء به إلى السلطة". وبالنسبة لطموحه الوصول للرئاسة، قال: "أي شخص غير طموح يجب أن يدفن نفسه لأنه جثة ميتة، لكن يجب أن يتوافق هذا الطموح مع القدرات والظروف الإمكانيات".

دعمه لعباس

وأوضح أنه انتقد الرئيس عرفات من أجل تعيين محمود عباس رئيس للوزراء، مشيرًا إلى وعود عباس حيناها "أوسعنا أوهامًا بتصليح السلطة وتوحيد فتح والدخول في مفاوضات تجلب نصرًا سياسيًا واستقلًا وطنيًا". وأضاف "بعدها أصبح رئيسًا وشاهدنا نتائجه وأول من عارضه أنا، وأخرجني من الحركة على الرغم من توافقي معه لـ 10 سنوات".

 علاقته مع حماس والإخوان

وذكر دحلان أنه اختلف مع حماس على طول السنوات، مؤكدًا إيمانه أن الحالة المزرية للنظام السياسي الحالي لا يمكن أن تحل إلا بتوافق بين فتح وحماس والفصائل للوصول للانتخابات. وأكد وجود علاقات مع بعض القيادات في حماس بهدف تسهيل دخول المساعدات للقطاع، مشددًا أنه ليس بديلًا لفتح أو للرئيس عباس في إجراء أي اتفاق سياسي مع حماس. وأضاف أن علاقته مع حماس ليست "تناحرية أو أبدية في الخلافات"، مؤكدًا أنه ليس "ممتهنًا لأحد ضد أحد". وأشار إلى أنه يعتقد بخطر الإسلام السياسي على المجتمع العربي، مضيفًا "من الواضح أنني ضد الإخوان المسلمين". وتابع: "لست كذابًا ولا منافقًا مثل أبو مازن الذي ذهب للرئيس السابق محمد مرسي وقال له نحن حلفاء"، واعتبر دحلان  أنالإخوان من "خربوا مصر".

 معبر رفح

وبالنسبة لملف معبر رفح البري ودوره في فتح جزئيًا، قال: "المعبر ليس له علاقة بحماس أو فتح، من يستطيع أن يسهل حياه الفلسطينيين عليه أن يتوجه لمصر، لا أن يناكف من يقدم المساعدة". وكان دحلان نشر تصريحات على موقع "فيسبوك" وسط يناير/ كانون الثاني الماضي، تفيد أن السلطات المصرية فتحت معبر رفح بعد اتصالات أجرها معهم. وتستمر السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح في وجه الفلسطينيين منذ ما يقرب ثلاثة شهور، باستثناء فتحه أيام معدودة ولساعات قصيرة.

 الربيع الفلسطيني

وعن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بوجود ربيع ثوري فلسطيني، أكد "الموقف الأمريكي سبب الوضع الفلسطيني الحالي، معتبرًا أن أمريكا أجبرت الرئيس عباس على انتخابات ليس جاهزًا لها، ومضيفًا أنها سبب الوصول لهذه الحالة السياسية". وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح قررت في 2011 فصل دحلان وإنهاء أي علاقة رسمية له بالحركة، على خلفية قضايا جنائية وفساد مالي.

المصدر :