امتزجت المهارة والإبداع والبراعة وكثير من الصبر داخل غرفة صغيرة للخطاط هاشم كلوب وسط مدينة غزة ليخرج لوحات تعبر بعض منها عن مناحي الحياة الفلسطينية وبأساليب حديثة ومتقدمة، وأخرى مخطوطات بآيات قرآنية. ويصر كلوب (56 عاماً)  بإيمانه القوي وبجهوده الحثيثة على انجاز كتابة القرآن الكريم بخط يده  مستخدما أنواع الخطوط العربية المختلفة. وسط لوحات كلوب المعلقة في كل ركن وزاوية من الغرفة تتوسط طاولة الرسم والكتابة المستطيلة ليفترشَ سطحها بورق الأبيض الكرتون ليبدأ بعدها بخط الكلمات المقدسة. وتتعدد وتختلف أنواع الخط العربي مثل الكوفي وهو أقدمها، حيث نشأ في عصر النبوة لحاجة المسلمين لتدوين القرآن الكريم، وكذلك خط النسخ والثلث والرقع والديواني. ويقول كلوب – الذي يعمل في هذه المهنة منذ 37 عاما-  إنه بدأ بكتابة القران للمرة الثانية منذ فترة قليلة بمقاس أكبر يبلغ 100 سم ×70 سم  : "  كتابتي للقران للمرة الأولى كانت بمقاس متوسط الحجم عام 2009 استغرقت كثيرا من الوقت وانتهيت منه عام 2013 كانت تجربة تحدي وإصرار لانجازه و تعلم الأخطاء التي وقع بها لتفاديها بالثانية " . ويؤكد كلوب أنه يشعر بهيبة كبيرة عند كتابة المصحف الكريم، " لأن الخطأ ممنوع ويجب التركيز والمواصلة المستمرة في العمل رغم التعب والأرق الشديدين والوقوف لساعات طويلة لاستكمال الحلم القديم رغم المعوقات التي تواجهه" . والخطاط الفلسطيني هاشم كلوب الذي يعيل أسرة مكونة من تسعة أفراد بمنزل بسيط متوسط الحال , اتخذ من هذه المهنة باب رزق لكنها تدريجيا بدأت تتقلص بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشة الصعبة بغزة . ولا زال الحصار المستمر على قطاع غزة منذ 10 سنوات يقف عائقاً أمام كثير من أحلام الشباب اللذين يمتلكون مواهب إبداعية سواء الخط أو الغناء أو الشعر، حيث يمنعهم من المشاركة في مسابقات خارجية.

حلم

ويحلم الخطاط كلوب كبقية زملائه الفنانين الذي مزج بفنه مواضيع مختلفة تمس حياة المواطن الفلسطيني كقضية الأسرى و الشتات و التراث والحرية والظلم والقهر ورموز المقاومة أن يتمكن وضع المصحف الذي كتبه داخل بوابات المسجد الأقصى. ويؤكد أنه سيكون سعيد جداً أن يختم حياته بوضع المصحف داخل المسجد الأقصى كصدقة جارية عن روحه، وتكون مسك الختام لمهنته التي استمرت سنوات طويلة.    

المصدر :