رحل الشاب الخلوق بيان عابد عن الحياة لكنه ترك بصمة مشرفة طبعت على جبين كل شخص قابله في نطاق عمله الواسع داخل الوطن وخارجه. فلم يكن نبأ وفاته صدمة مفجعة على عائلته فحسب، بل لكل شخص قابله وعمل معه سنوات طويلة. ولد عابد (39) عاماً وترعرع في مدينة غزة وهو الأصغر بين أشقائه الثلاث، وتخرج من كلية الصيدلة بجامعة الأزهر، إلا أنه سلك مجال بعيداً عن تخصصه، كالعمل في الشركات التقنية والاعلامية في فلسطين. ويقول شقيقه الأكبر كارم عابد لـ الوطنـية إن مشاكل وحياة عائلته كانت محل اهتمام عند المرحوم بيان، برغم بعده عنها وسكنه الدائم برام الله، مؤكدًا أنه كان الملجأ والمبادر الوحيد في حل كافة المشاكل. ويوضح عابد أن شقيقه كان يتنقل باستمرار بعمله الموسع ما بين غزة والضفة ومصر والسودان والبلدان الأخرى. أما زوجته هديل ماضي التي حضرت من رام الله لتشارك عائلة زوجها في بيت العزاء انهارت من شدة البكاء، لحظة حديثها مع طاقم "الوطنيـة"، وتقول :" لا أصدق حتى اللحظة أنه مات وكان حياتي كلها والحمد الله أنه فارق الحياة دون عذاب المرض، وكلنا سنشتاق له، ونتخيل قدومه بأي لحظة مثل قبل". أما صديق طفولته أيمن اليازجي فأعرب عن حزنه الشديد على فراقه، وقال " عندما تلقيت خبر وفاته عن طريق شقيقه الذي كان متواجد معه  داخل المستشفى لم أصدق طيلة الليل أنه مات حتى في أثناء دفنه".

مشواره المهني

وشغل بيان عابد عدة مناصب هامة أولها، المدير التنفيذي لاتحاد شركات أنظمة المعلومات في فلسطين "بيتا" ، ومسؤول الاتحاد في قطاع غزة، ومدير مكتب رامتان للأنباء بأفرعها برام الله ومصر والسودان. ويشير رئيس مجلس إدارة الاتحاد يحيى السلقان لـ الوطنيـة، إلى أن عابد ساهم بشكل كبير في افتتاح الاتحاد بغزة وتطويره، بالإضافة إلى أنه منصبه في الاتحاد ساعده في التنقل للعديد من المؤسسات. وبين السلقان أن عابد عمل في شركة "بارتيد" والوطنية موبايل ومؤسسة التعاون الألمانية، واصفاً بيان بأنه متفاني في عمله، وأنه يشكل عامل وحدة ليست فقط بين الضفة وغزة بل وحدة القطاع الخاص بشكل أساسي. وكان لعابد الفضل في تأسيس شركة سمارت الوطنية في رام الله والتي من المفترض أن ترى النور خلال الأسابيع القليلة القادمة، ويقول رئيس مجلس إدارة الشركة مصطفى شحادة : " فقدنا رجلاً كبيراً بعلمه وعمله وأخلاقه، فهو خسارة كبيرة لفلسطين وللإعلام الفلسطيني". وأشار شحادة إلى أن رحيل بيان – عضو مجلس إدارة سمارت الوطنية -  شكل صدمة لجميع من عرفه، موضحاً أنه كان طموحه الرئيسي هو إنجاح عمل هذه الشركة في الضفة الغربية لتشكل علامة فارقة بمجال الإعلام. وأوضح شحادة أن حلم وطموح بيان لن يتوقف بدليل أن العمل يسير بوتيرة متسارعة حتى تفتح الوطنية سمارت أبوابها للعمل خلال الفترة المقبلة. وأثنى شحادة على الإنجازات التي حققها المرحوم بيان عابد خلال مسيرة عمله.  

المصدر :