تعطل المصالحة
وأضاف أن من أهم أسباب تعطل المصالحة، هما العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، و"عدم حسم بعض القضايا" خلال توقيع "اتفاق الشاطئ"، حيث تم تركها للاجتهادات مثل موضوع رواتب موظفي حكومة غزة السابقة، مشيرًا إلى الحاجة لبذل المزيد من العمل والجهد والاستفادة من المستجدات والظروف سواء في الداخل الفلسطيني ومحيطه. وكشف شحادة الذي كان ضمن الوفد الذي أتم اتفاق الشاطئ عن وجود تقصير من أطراف المصالحة يتمثل في الفهم الخاطئ لدور كل طرف منهم، معتبرًا أن الثقة لم تتوفر لدى حماس وفتح للخروج من الانقسام المستمر لأكثر من 10 سنوات.قضية الموظفين
وفيما يتعلق بقضية موظفي حكومة غزة السابقة، أكد شحادة أن حلها يتعذر لأنها تشكل "عبئًا ماليًا كبيرًا لا تستطيع الحكومة تحمله"، مشددًا على ضرورة تحمله من قبل حماس، والسلطة، وكافة الأحزاب. وأوضح أن حل القضية يتم من خلال الصيغ التي تم طرحها سابقًا، مثل اللجنة القانونية المُشكلة من قبل الحكومة، و"الورقة السويسرية"، والتي رفضت حماس التعاطي معهما.الانتفاضة ومعبر رفح
أما عن قضية معبر رفح البري، كشف شحادة أن مصر أبدت الاستعداد لفتح المعبر خلال الاتفاق الأخير معها، ولكن عندما يكون تحت مسؤولية الحكومة وليس بتصرف أحد الفصائل خاصة حماس، التي "تحظى بعلاقة متوترة مع الجانب المصري". وعن "انتفاضة الشباب" التي تصاعدت مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي، اعتبر عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير أنها انطلقت من أكثر من عام، لكن أحداثها تصاعدت مع اتساع مشاركة الشباب فيها، موضحًا أن مشاركة الفصائل الفلسطينية فيها لم تصل إلى المستوى المطلوب. وقال إن الكل الفلسطيني يتمنى أن تتطور "الهبة" الحالية إلى انتفاضة بشكل فعلي، وأن تتوفر لها كل الشروط والعوامل حتى تستمر، موضحًا أنها فعلًا تقدم نتائج مهمة للقضية الوطنية الفلسطينية من خلال عودة القضية الفلسطينية لجدول الأعمال العالمي من جديد.استئناف المفاوضات
وفيما يتعلق باستئناف مفاوضات السلام، قال شحادة إن كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحمل إمكانية الاعتراف بفلسطين كدولة على حدود الـ 1967، وبقرار من مجلس الأمن الدولي، وبضمانات انهاء الاحتلال الإسرائيلي برعاية دولية، نحن جاهزون لاستئناف المفاوضات. وأكد أن كل ما عدا ذلك وعدم توفير الحماية الدولية لفلسطين، وحتى الاعتراف الدولي بها يعد مضيعة للوقت والجهد. وفيما يلي نص الحوار بالكامل: _ عام أو أكثر على توقيع اتفاق الشاطئ والحال كما هو لم يتغير ما السبب؟ موضوع المصالحة موضوع في عقل وفي ذهن القيادة الفلسطينية وأيضاً الشعب الفلسطيني الذي لم يفقد الثقة في قيادته، ولكن المصالحة بحاجة للمزيد من العمل والجهد والاستفادة من المستجدات والظروف سواء في الداخل الفلسطيني أو بمحيطه. لذلك الجهود لا تزال متواصلة والإصرار موجود لإنجازها، والكل يشعر انه بحاجة لهذه المصالحة، وهذا يتطلب مزيد من الجهد من الفصائل ومن المؤسسات الفلسطينية ومن القيادة الفلسطينية ومطلوب أيضاً توجه جدي لدى أطراف المصالحة لإنجازها. _ في اتفاق الشاطئ لم تتوصلوا لصيغة واضحة؟ اتفاق الشاطئ انجز موضوع حكومة التوافق الوطني، ولظروف معينة عطل استمرار هذا الاتفاق وخاصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكننا نقول وبشكل واضح أنه على الجميع تقديم مرونة وتنازلات في برنامجه وفي مصالحه وفي رؤيته في مصلحة البرنامج الوطني وخاصة في هذه الظروف التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني في كل فئاته. _ إذن أطراف الانقسام ليس لديهم مرونة رغم ما أبدوه في اتفاق الشاطئ من جدية في تنفيذ هذا الاتفاق، وللأسف تفاجأنا أنه لا يوجد شيء من هذا التنفيذ؟ لكل فصيل رؤيته، انجزنا موضوع الحكومة وكان من المفترض أن تكون الخطوة القادمة التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ولكن كما قلت تعطلت بسبب العدوان الإسرائيلي أولاً، وثانياً بسبب بعض القضايا الأخرى التي لم تحسم في اتفاق الشاطئ وتركت للاجتهادات مثل موضوع رواتب الموظفين في حركة حماس. _ أليس هذا خطأ منكم كلجنة وموقعين على الاتفاق بأن تتركوا هذا الأمر للاجتهاد ونحن نعيش في حالة انقسام استمرت 10 سنوات تقريباً ؟ بالتأكيد هناك تقصير، ولكن ليس من اللجنة التي فاوضت بقدر ما هوا من الفهم الخاطئ لدور كل طرف في المصالحة، أنا اعتقد أنه حتى فيما يتعلق بالموظفين يجب أن يكون هناك حلول، حتى الآن لم تتوفر الثقة من كل الأطراف بالطرف الآخر. وحتى الآن المنطق السائد هو منطق الإحلال بدل منطق الاتفاق، نحن بحاجة إلى تدخل جدي، وأنا اقول هذا الكلام واوجهه ليس فقط إلى أطراف الانقسام كما يقال، الكلام للكل الفلسطيني عليه أن يتحمل مسؤولياته في توفير كل الشروط والظروف المناسبة في توفير الثقة واحساس كل طرف أن مصلحته في المصالحة أكثر من مصلحته في الانقسام . _ هناك عدة مشاكل تحتاج لحلول، على صعيد مشكلة الموظفين التي دامت أكثر من سنة، ما هي الصعوبات التي تتمحور في ايجاد الحل الجذري المناسب؟ المشكلة تحتاج الى عبئ مالي كبير، لا تستطيع الحكومة تحمله يجب على حماس والسلطة وكافة الأحزاب أن تتحمل جزء بسيط من المشكلة، وأضاف أن هناك طواقم كبيرة من الموظفين التزمت بيوتها بطلب من الحكومة وليس بقرار شخصي. _ عضو مكتب السياسي لحركة حماس زياد الظاظا قال إن المساعدات والضرائب التي تجنيها السلطة يمكنها من المساهمة في حل الأزمة؟ طرحت عدة صيغ لحل مشكلة الموظفين، منها اللجنة القانونية التي شكلتها حكومة التوافق، والتي رفضت حركة حماس تطبيقها، والمشروع السويسري الذي كان يساهم في حل جزئي من هذه المشكلة ولكن اكدت حماس أنها تريد أن يكون هناك صفقة واحدة للاستيعاب الكامل لكل مشكلة الموظفين. _ في زيارة رئيس الوزراء رامي الحمد لله الأخيرة للقطاع صرحت حماس بأنها موافقة على الاتفاق لحل أزمة الموظفين، ولكن الحكومة هي من تهربت من الاتفاق؟ أعتقد أن تصريح الظاظا غير دقيق، فلا يمكن لهذه اللجنة أن تحل هذه المشكلة بيوم وليلة، حيث أنها تحتاج إلى جهد وعناء ووقت كبير. _ هل يحق لكم كفصائل وضع مصير المواطن الغزي رهينة لمصالح حزبية؟ عبرت الفصائل عن موقفها وتسعى جاهدة لتحديد وتحيد الحلول المناسبة وبخاصة مع الجانب المصري الذي أبرم بموافقة فتح المعبر حال تسليمه بيد السلطة . _ اللجنة الخماسية التي كنت أحد أعضائها والتي شاركت بإنجاز اتفاق الشاطئ، لماذا لم يكن لكم موقف من الأزمات التي يتعرض لها الشعب في غزة؟ هل الأن دوركم ينتهي بتوقيع الاتفاقات وليس بتنفيذ والمراقبة عليه؟ استمر الوفد إضافة إلى ممثلين عن الذين لم يحضروا بالمتابعة لحل بعض الاشكالات، ولكنه تعطل لظروف مسبقة. _ الناس ملت من الوعود والمطالبات بإنجاز المصالحة، من هو الطرف الحقيقي المعطل لهذه المصالحة؟ أعتقد أنه مطلوب أن يكون هناك أكثر مرونة من قبل الأخوة في حركة حماس، وخاصة أن الظروف التي يعيشها قطاع غزة نتيجة الحصار وإغلاق المعبر وكل المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة بعد الحرب تتطلب أن تعالج هذه القضايا، ولا تعالج هذه القضايا باستمرار سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، يجب أن يكون هناك مرونة لدى حركة حماس في السماح لحكومة التوافق الوطني بالقيام بمهماتها، وعدم تعطيل دورها وأن تسلم هذه المسئولية بشكل فعلي إلى حكومة التوافق الوطني. وإذا كان هذا الحكي لم يحسن استخدامه أو أدائه خلال المرحلة السابقة فهناك صيغة أخرى مطروحة هي حكومة وحدة وطنية تشارك بها حركة حماس وتكون شريك، حتى الآن لم نسمع إجابة رسمية بالموافقة من قبل حركة حماس على حكومة الوحدة الوطنية. حتى الآن التنافس على من يحكم وبالتالي هذا الموضوع لا يحدده طرف من الأطراف يقيس قوته ويقيس امكانياته، هذا يحدده أن نلجأ "إلى الشارع الفلسطيني والذي يفوز بالانتخابات هو الذي يقود، وإذا قيل إنه جرت انتخابات سابقة فكل الدول تجري فيها انتخابات وتستمر سنة أو سنتين فنحن منذ أكثر من عشر سنوات عملنا انتخابات، ونحن نعتقد أن حكومة الوحدة الوطنية هي الأفضل لنا في الوصول إلى الانتخابات. _ ما هو الانجاز الذي حققته انتفاضة الشباب التي اندلعت في الأول من أكتوبر الماضي؟ الانتفاضة لم تنطلق في أكتوبر، انطلقت منذ أكثر من سنة في القدس والمسجد الأقصى وفي أكثر من منطقة ولكن دعم الشباب لها وتبني الشباب فيها وانطلاقة الشباب فيها هؤلاء الشباب الفلسطيني الرائع الذي وضع حد لكل المراحل السابقة ليعلن عن بدء مرحلة جديدة في العمل الوطني الفلسطيني ونرسل رسالة واضحة إلى الاحتلال أن الشعب الفلسطيني قادر أن يصنع في كل مرحلة معجزة جديدة تؤكد أنه متمسك بحقوقه وهذه أيضا رسالة إلى القيادة الفلسطينية يقول لها إن الشعب الفلسطيني مهما كانت الخلافات السياسية فهو موحد ويحشد كل طاقاته وإمكانياته ويقدم دماء شبابه من أجل مواجهة الاحتلال دفاعا عن حقوقه الوطنية. وعلى القيادة الفلسطينية أن تفهم هذه الرسالة وعلى الاحتلال أن يفهم هذه الرسالة وعلى العالم أن يفهم أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتخلى عن حقوقه الوطنية وخاصة أن هؤلاء الشباب ولدوا جميعهم بعد أوسلوا. _ هل الفصائل تشارك في هذه الهبة الجماهيرية ؟ المشاركة لم تصل إلى المستوى المطلوب ولكن الفصائل معنية بأن يكون لها دور أفضل في دعم هذه الهبة الجماهيرية والمشاركة فيها وتوسيعها وتوفير كل الضمانات الكل يتمنى أن تتطور إلى انتفاضة ونحن نتمنى أن هذه الهبة الجماهيرية تتوفر لها كل الشروط والعوامل حتى تكون فعلا انتفاضة.- محمود الزهار اتهم كل من يقول عن هذه الأحداث الهبة بالعمالة ؟
المصدر :