تجربة عميقة
لم تمر الصدمة التي تلقاها بعدما كًتب مقابل خانة الجنسية في وثيقة السفر "غير محدد" مرور الكرام، فقد قال تامر المسحال خلال حديثه عن تجربته، إن صدمته عندما تم اختياره ليمثل منتخب فلسطين لكرة القدم للأشبال في النرويج، لم تكن أقل من فرحته بالسفر حينذاك. وتابع المسحال "لم تتوقف الأمور فقط عند هذا الحد، فقد تلقيت صدمتي الثانية حين سُئلت بعد وصولي إلى النرويح من أي بلد قادم لأتفاجأ أن فلسطين غير معروفة بالنسبة للسائل"، مضيفًا " بعد ذلك قررت أن يكون التحدي بالنسبة لي جنسيتي، هويتي ووطنيتي." وأشار إلى أن تلك الصدمات كانت أكبر رسالة ودافع للوصول إلى عالم الإعلام الذي اختاره لأنه رسالة قضية ووطن، لافتًا إلى أن الصحافي لا يحتاج لجنسية لتوصيل المعلومة ونصرة المظلومين، فجنسيته هي قضيته ومهنيته التي اكتسبها من أبناء شعبه بعد 51 يومًا من الحرب الأخيرة على قطاع غزة.أبكت الحاضرين
"الشهر القادم سيكون قد مرّ سنة على إعلان وفاتي" .. بهذه الكلمات افتتحت آية عبد الرحمن حديثها في المؤتمر العالمي بهذه الجملة التي أدهشت الحضور، إذ تحدثت عن صراعها مع السرطان وسردت تجربتها والابتسامة تزين وجهها قائلة "لقد دخلت المستشفى ليعلن الأطباء لوالدتي أنه لم يتبقً لي سوى شهرين فقط على قيد الحياة". وأوردت آية خلال حديثها، قصة الأوراق التي غيّرت مجرى حياتها، خاصّة بالذكر تلك الورقة التي استلمتها في معرضها الفني "كتاب القدس"، إذ علمت أنها تعاني من أورام سرطانية من الدرجة الرابعة، معلنة عن رغبتها بالتبرع بأعضائها إذا فشلت العملية التي كان مقررًا أن تجريها. وتابعت الحديث عن فنها ومعارضها التي لم يمنعها المرض من مواصلتها، مشيرةً إلى رحلة علاجها في الداخل المحتل، وتحديها للمرض بأملها وتفاؤلها برضاها وابتسامتها، ليأتي بعد ذلك الخبر السار بأن حربها مع المرض قد وضعت أوزارها خلال أحد معارضها الفنية وبتاريخ 15-2 تحديدًا.مرارة
وسط ذهول الحاضرين وعلامات الاستفهام التي بدت على وجوههم بتركه أحد أنواع "المعلبات" على خشبة المسرح، بدأ الأسير أحمد الفليت بسرد قصة أسره المؤلمة في سجون الاحتلال، باستعراض ألبوم صور يحمل ذكرياته المؤلمة منها والمفرحة. وكان الفليت قد اعتقل بعد إصابته بعيار ناري أثناء دفاعه عن الوطن، حيث قال "كنت مثلي مثل أي فلسطيني يدافع عن هويته عن وطنه عن شعبه"، مشيرًا إلى أنه "كان من المفترض أن أعالج بعملية جراحية لمدة ساعتين لاستخراج شظايا بدون مخدر، وكانت هذه بداية الرحلة التي استمرت 20 عامًا". كما استعرض من ضمن الصور التي عرضها، صورة تحمل رقم 99999999، والذي كان يمثل رقم الحكم الذي صدر بحقه من المحكمة العسكرية، حيث قال الفليت بنبرة ملؤها الألم " كان من المفترض أن أقضي تلك الفترة في السجن حيًا أو ميتًا"، مضيفًا " فلو قدّر لي أن أبقى في السجن لكنت في مقابر الأرقام أي لن تسلم جثتي لأهلي". وتحدّث الفليت عن معاناة الأسرى، وعن بحثهم عن أي نوع من أنواع الحياة، مشيراً إلى أجواء العيد التي كانوا يبذلون ما في وسعهم من أجل إحـيائها، إذ كانوا يشدون من أزر بعضهم البعض، كما يحضرون الكعك كل عيد، كعك دون طحين دون سميد دون عجوة، لكن كان لا بد من وجوده. وانتهى من العلبة التي بدأ منها فقد بدأ بسرد قصتها، حيث قال إنه كان يحتفظ بها ويقرأ مكوناتها حتى يحفظها إلى أن تأتيه علبة مختلفة، فمن هناك كان قراره أن يتعلم العبرية التي كانت سببًا بعد ذلك لمتابعته دراسة البكالوريوس في العلاقات الدولية، والماجستير في الإدارة العامة.نجاح ورضا
بعد أشهر من التعب للحصول على الترخيص اللازم لإقامة المؤتمر في غزة، قالت قائدة فريق TEDx Shujaiya هبة ماضي بصوت تغمره الفرحة "اليوم فقط سيدرك من حضر الحدث لماذا تطّلبت منا تفاصيل التحضر 4 أشهر"، مضيفة "كان لدينا 11 متحدث أبدعوا بكل معنى الكلمة". وأردفت ماضي " لقد ألهم المتحدثون الحضور، رأينا على وجوههم ابتسامات، رأينا على وجوههم دمعات، ومن هنا استطعنا أن نثبت للعالم ولـ "تيد" أيضًا أن غزة تمتلك أفكار وتجارب تستحق النشر". من جهته، أعرب مسؤول "السوشيال ميديا" في الفريق باسل المدهون والذي قدّم المؤتمر، عن سعادته بالإنجاز الذي حققه الفريق في هذا الحدث بعد أن رأى علامات الفرح والرضا في وجوه الحاضرين، مشيرًا إلى أنه على الرغم من رغبتهم بإقامة الحدث في الشجاعية ومشاكل الصوت التي حالت دون ذلك، إلا أنه كان مميزًا بالفعل.المصدر :