تناوب الأطباء والمُمرضين خلال فترة اختبارات الثانوية العامة التوجيهي 2015 في مستشفي شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة على تدريس الطالب "ناصر البحيصي 18" عامًا ليتمكن من اجتياز الاختبارات بتفوق. وظهر مدى حجم الأخوة والصداقة المكونة بين الطالب ناصر، والأطباء المناوبين في قسم العناية المركزية التي يقيم بها للسنة الثامنة على التوالي، بعد أن أصيب بشلل في أطرافه الأربع. وبجانب الأطباء يقدم المدرس محمد البحيصي المقرب من الطالب ناصر، المساعدات التعليمية التي تساعده في فهم المناهج وتمكنه حصد نتيجة رائعة يطمح بها. ولم يخيب ناصر أطبائه وممرضيه ومدرسية وجميع من قدم له العون، واجتاز الاختبارات ولم تعوقه تلك الإصابة عن تحقيق رغبته لنيل شهادة الثانوية العامة. وعندما حصد ناصر معدل 85.3% لم تكن الفرحة مقتصرة عليه وعلى عائلته، بل سيطرت على قسم العناية بأكمله رغم غيابها لسنوات طويلة. ويطمح ناصر أن يدرس الطب في جامعة الأزهر وأن يطمس جميع معالم الإعاقة ويثبت للعالم أجمع بأنه حقق جميع طموحاته وقهر مرضه. ويستمتع الشاب ناصر كثيرًا في شهر رمضان المبارك، حيث أنه يحاول الصوم بقدر ما يسمح له الأطباء بذلك ويواظب على صلاته بشكل يومي دون انقطاع. كما يفضل متابعة مسلسل "باب الحارة" السوري الشهير الذي يتناول أحداث الثورة السورية، ومسلسل التغريبة الفلسطينية الذي يروى قصة الشعب الفلسطينية ونكبته من الاحتلال الاسرائيلي. ويقول ناصر لـ"الوطنيـة" أريد استكمال التعليم حتى النهاية ولا اريد التوقف عن ذلك، لأنني أشعر بقيمة التعليم كلما تقدمت به"، مؤكدًا أنه لن يتوقف عن ذلك. كما يشعر ناصر في كثير من اللحظات بالحزن الكبير لعدم تمكنه من القيام بأموره الشخصية والتعليمة وحدة كباقي الشباب في قطاع غزة. وأصيب الشاب ناصر في الشلل الرباعي جراء حادث مروري لم يتمكن بعده من الوقوف على أقدامه. أما والد ناصر، فيقول لـ"الوطنيـة" إنه ملتزم دائمًا في مساندة ابنه ناصر، ومساعدته على تحقيق كافة الطموحات الأحلام التي يريدها. وتوعد الوالد، ناصر في العمل على تحقيق أمنيته بالدراسة في جامعة الأزهر بغزة، رغم ما يعانيه من شلل رباعي، مؤكدًا أن معدل الثانوية العامة وطموحات ناصر لن تقف أمام أعاقته. ويأمل الوالد بأن يحقق ناصر النجاح والتوفيق في حياته الجامعة كما حققها في الثانوية العامة، وأن يستمر في تعزيز قدراته التعليمة والدراسية. ويروى لحظات من العدوان الأخيرة على قطاع غزة وخاصة عندما هدد الاحتلال الاسرائيلي بتدمير مستشفى شهداء الأقصى التي كان يقيم بها ناصر، فيقول الوالد إنه: "عندما هدد الاحتلال المستشفي سحبت ناصر من قسم العناية المركزة إلى أبعد نقطة في المستشفي وهي عناية القلب المركزة". وأضاف " بعد ذلك نقلته عن طريق إحدى السيارات وبمساعدة أحد الاصدقاء إلى مستشفى الشفاء في قطاع غزة لحصولها على درجة أمان أكبر من الشهداء". ويوافق الوالد طريقة الأطباء في عملهم وطريقة معاملتهم مع كافة المرضى، مؤكدًا أنهم يتمتعون بخبرات طبية عالية وكبيرة تأهلهم لعلاج كافة الحالات التي تأتي لدهم.

المصدر :