صعّدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، احتجاجاتها وسط اتهام حاد ومباشر لحكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو بعرقلة صفقة تبادل مع حماس. وبعد ليلة عاصفة من الاحتجاجات في تل أبيب وحيفا والقدس وقيساريا تخللتها مواجهات مع الشرطة واعتقالات، تستعد العائلات للمزيد من التصعيد يوميا.
وتزامنا مع سفر وفد أمني إسرائيلي مفاوض إلى القاهرة اليوم الأحد، يجدّد الباحث الصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان، حملته على حكومة نتنياهو، ويقول إن إسرائيل تحت قيادته تهمل الأسرى وتتركهم لمصيرهم ولا تضعهم في رأس سلم أولوياتها.
وقال بيرغمان في مقال بصحيفتي “يديعوت أحرونوت” و”نيويورك تايمز” إن الإسرائيليين ينتظرون الآن أن تقوم قطر، الدولة الأقرب لحركة حماس، بإنقاذ إسرائيل من نفسها.
وأضاف: “فيما يقوم الائتلاف الحاكم ورئيسه بعمليات تسويف وكسب للوقت، كان لزاما على الجيش وعلى قائده القول لمجلس الحرب إن المخطوفين يموتون رويدا رويدا”.
ومضي بيرغمان في انتقاداته التي تطال الصحافة والمعلقين الصحافيين الإسرائيليين، قائلا إن السؤال كيف تصرفت الصحافة الإسرائيلية أمام مخاطر قول أنصاف الحقائق وتضليل وصرف الأنظار عن الواقع، وكل ذلك باسم الوطنية الإسرائيلية المزعومة، وذلك من أجل نسج صورة مشوهة للواقع.
عن ذلك أضاف: “سيطرح هذا السؤال بالتأكيد، ويدفع نحو حساب للنفس. ولكن إن رغبنا في استخدام المصطلحات فأقول: “ينبغي القول باستقامة إن الصفقة عالقة، وإسرائيل تراوح مكانها في ساحة الوغى، وتتمرّغ في الوحل الذي أنتجته بيدها داخل غزة، وتتدهور نحو هاوية في العالم الدبلوماسي الدولي. وهناك أمر آخر ينبغي أن يقال باستقامة: إسرائيل تهمل الأسرى وتتركهم لمصائرهم ولا تضعهم حتى ضمن أولوية الأهداف الثلاثة للحرب”.
كما قال بيرغمان إنه في الأمس، صادف الشهر الرابع على تفجّر مساعي وقف النار وصفقة تبادل مع حماس. ويتابع: “أربعة شهور قسمها الأكبر تمّ تبديده عبثا، حسب مصادر إسرائيلية عليا جدا متداخلة بما يجري داخل اجتماعات مجلس الحرب”.
وضمن حملته الشديدة أكد بيرغمان أن مجلس الحرب ورئيسه يعتمدون طريقة “تعال وروح” مع الطاقم المفاوض الذي يواصل تلقي تخويل منقوص غير كاف من أجل إدارة مفاوضات سريعة وصولا في نهاية المطاف لـ”صفقة إنسانية” تشمل إطلاق سراح 40 أسيراً. وفور توقيعها، يمكن البدء بمداولات حول الإفراج عن جنود أسرى، والعائلات من طرفها تنتظر وتسمع شعارات فارغة.
وأمام مزاعم إسرائيلية رسمية تتهم حماس بالمماطلة ورفض إجراء صفقة، أوضح بيرغمان أنه من ناحية معظم اللاعبين المتداخلين في موضوع المفاوضات الفاشلة، هناك عدد قليل ممن سيخرجون بصورة جيدة عندما يصدر التاريخ حكمه، ويعلل ذلك بالقول: “كان يفترض أن تأخذ المفاوضات الحقيقية بالحسبان “المكون الشرير” الخاص بحماس والتغلب عليه، بدلا من التباكي وتعليق كل الأعذار والإعاقات على حبال حماس. حري بنتنياهو أن يأخذ بالحسبان رد حماس إلا إذا رغب بأن يحكم سلفا على حماس.
وبتعزيز التهم الخطيرة التي يوجههّا بيرغمان لنتنياهو، فإنه ينقل عن مصدر استخباراتي إسرائيلي مطلع، قوله إن التخويل الذي منحه نتنياهو قبل ثلاثة أسابيع للوفد المفاوض لا يوفّر أي فرصة أن توافق حماس على أي شيء. نتنياهو رفض منح الوفد المزيد من التفويض وقال لهم: “اذهبوا واطرحوا الموقف، وفي حال رفضه، فعودوا للحصول على المزيد من التخويل. حماس كما كان متوقعا رفضت ما سمعته، والوفد عاد من الدوحة خالي الوفاض. وفي اجتماع مجلس الحرب وبعد تبديد أسبوعين من الجحيم للأسرى داخل غزة، أزيلت الأقنعة، ونتنياهو مع بقية وزرائه المتشدّدين وقف بشكل حاد ضد صفقة إضافية”.
المصدر : وكالات