أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأنه يجري إعداد مخطط في مقرات أجهزة الأمن في تل أبيب من أجل تنفيذه بعد انتهاء الحرب على غزة، ويقضي بإقامة "جيوب سكانية" في قطاع غزة، على شكل أحياء يتم إسكانها بعدد محدود من سكان القطاع "غير المؤيدين لحماس".
وحسب المخطط، ستشرف لجنة تنفيذية فلسطينية على الشؤون الداخلية في هذه "الجيوب"، والجيش الإسرائيلي مسؤول عن الأمن. ويأملون في إسرائيل أن تمول دول الخليج هذا المخطط.
وأضافت الصحيفة أنه في "إسرائيل" يخططون لتجربة أولية، وفي حال نجحت في "جيب" واحد، سيتم تطبيق المخطط في "جيوب" أخرى، وبعد ذلك سيطبق هذا المخطط في "مدن بأكملها".
ويستند المخطط إلى "تعاون" بين إسرائيل وممثلين محليين، بهدف إقصاء حركة حماس والسلطة الفلسطينية. ويجري حاليا "البحث عن غزيين يوافقون على التعاون" في التجربة الأولى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المخطط "يبدو واعدا". لكنها حذرت من أن الواقع مختلف. "فمنذ البداية ستعلن حماس عن هذه الجيوب أنها مناطق معادية، وسيوصم أولئك الزعماء المحليين بأنهم متعاونين.
وسيهدر دمهم وستكون حياتهم معرضة للخطر. كما أن السكان فيها سيتعرضون للخطر والضغوط".
ولا يتطرق هذا المخطط الإسرائيلي لباقي سكان القطاع، الذين يشكلون الأغلبية الساحقة. وليس واضحا كيف سيعيشون ومن سيهتم بهم. "وسكان فقراء، أو غير راضين، هم عدو أوتوماتيكي. وستنمو بداخلها احتجاجات عنيفة وقوية".
ولفتت الصحيفة إلى أن مسألة التمويل ليست مضمونة أيضا، "لأن دولا خليجية ستطالب بدفع أموال على المشروع التجريبي ستطلب ضمانا بشأن استقراره".
وتساءلت الصحيفة: "كيف سيتم اختيار المواطنين الذين ستشملهم التجربة؟ هل سيخضعون لاختبارات قبول؟ وفي حال كان هناك موالون لحماس في عائلة واحدة، هل سيحصل قسم منها على الامتياز، ويتم رفض أقاربهم؟ وماذا ستفعل إسرائيل مع عشرات آلاف الموظفين الحكوميين في القطاع، فجميعهم عملوا في حكومة حماس. هل ستتركهم يواجهون مصيرهم؟".
وأضافت أنه "حتى لو تم القضاء على الذراع العسكري لحماس، فإنه سيبقى في القطاع عدد كاف منهم، الذين يملكون خبرة عسكرية، وسيتحدون جميع الذين يمثلون الحكم الجديد. وإذا صدرت أوامر للجيش الإسرائيلي بالدفاع عن هذه الجيوب، سيكون جنوده هدفا.
ومن شأن خائبي الأمل (الفلسطينيين) أن يتجمعوا في ميليشيات مسلحة. ميليشيا واحدة وربما أكثر في كل مدينة. وأعداء إسرائيل وفي مقدمتهم إيران، أو ربما رأسمال إسلاموي أو تنظيمات جهادية في سيناء، سيدعمونها عن بعد بالتمويل والسلاح والتدريب".
وتابعت الصحيفة أنه عندها، "لن تكون هناك جهة بالإمكان ممارسة ضغط عليها أو التحدث معها، لأنه لن يكون حكم مركزي في القطاع.
وقد يُستدرج الجيش الإسرائيلي إلى مطاردة يومية، بدون توقف، لهذه الخلايا. وهكذا حدث تقريبا في العراق، عندما غزا الجيش الأميركي بغداد وأطاح بصدام حسين، وفكك جيشه وألقى بضباطه وجنوده إلى الجحيم. وفي أعقاب ذلك نشأ تنظيم القاعدة في العراق، الذي تشكل من ضباط وجنود في جيش صدام، الذين انتقموا من الأميركيين".
وأقام الأميركيون إدارة مؤقتة في العراق وعينوا حاكما أميركيا. "لكن الانهيار الكبير فتح الأبواب أمام الجميع. وهكذا دخل الإيرانيون إلى بغداد، ولم يخرجوا منها منذئذ.
وبعدما سحبت إدارة أوباما القوات الأميركية من أجل إيقاف إراقة دماء جنودها، احتل تنظيم داعش الفراغ الحاصل. وخلال ثلاث – أربع سنوات تطور لدى ملايين العراقيين، ولدى الأميركيين أيضا، اشتياق لتنظيم القاعدة، الذي بسببه اشتاقوا قبل ذلك إلى صدام".
وخلصت الصحيفة، في تلميح إلى مصير مخطط "الجيوب السكانية" في قطاع غزة، إلى أن "التجربة الأميركية في العراق كانت وما زالت فشل مجيد. إدارة أميركية شجعت بتهور إقامة القاعدة، وإدارة أخرى، بهربها، دعت داعش إلى الصالون. وكانت لديهم نوايا حسنة، كما يقول أي أميركي كان هناك. فقد أرادوا أن يبنوا كيانا طبيعيا في العراق، يتمتع بسلام وأمن".
المصدر : وكالات