الصلاة على الشهيد مسألة مختلفة بين الفقهاء بعض الشيء، فقد أفادت موسوعة الدكتور سليمان العودة بأن الخلاف أقوى وأذكر وأشهر، في الصلاة على الشهيد، ذاكراً قولان في ذلك:
القول الأول: مذهب الجمهور، أن الشهيد لا يصلى عليه، وهو مذهب الشافعي و أحمد و مالك والظاهرية، أن الشهيد لا يصلى عليه.
واحتجوا بحديث الباب، حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم: (لم يصل عليهم ). وهو نص في المسألة.
وقد ورد مثل ذلك أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لم يصل على شهداء أحد ).
والقول الثاني: أنه يصلى عليهم، وهذا مذهب الكوفيين، من هم الكوفيون؟
مداخلة: الأحناف.
الشيخ: الأحناف، نعم. الكوفيون هم الأحناف، و الثوري و إسحاق بن راهويه .
احتج هؤلاء القائلون بأنه يصلى على الشهيد بأحاديث كثيرة، مثل حديث: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البقيع فصلى على شهداء أحد صلاته على الميت ).
وهذا وإن كان صحيحاً إلا أننا نقول: إن صلاته صلى الله عليه وسلم كانت بعد ثمان سنوات من معركة أحد؛ ولذلك نجزم بأنها لم تكن صلاة الجنازة، وإنما كانت ماذا؟
مداخلة: دعاء.
الشيخ: دعاء، والصلاة دعاء، وصلاة الميت هي في أصلها دعاء، ولهذا نقول: الشهيد يدعى له، لكن لا يصلى عليه صلاة الجنازة.
كذلك احتجوا ببعض الأحاديث أيضاً، ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على حمزة ) مثلاً. وفي بعضها: ( أنه كبر عليه سبع تكبيرات )، وقيل: ( سبعين تكبيرة ). وهذه الآثار كلها آثار ضعيفة مرسلة، لا يصح منها شيء يعارض الحديث المتفق عليه. ولذلك نقول: إن الراجح أن الشهيد لا يصلى عليه، ولكن يدعى له.
طيب. من هو الشهيد؟ هو شهيد المعركة الذي قتل فيها.
إذاً: الغريق، والحريق، والمطعون، والمبطون، والذي وقع عليه الهدم، والمرأة تموت في نفاسها، هؤلاء شهداء، يصلى عليهم أو لا يصلى عليهم؟
مداخلة: يصلى عليهم.
الشيخ: يصلى عليهم.
طيب. الذي يتعرض مثلاً لاغتيال في غير المعركة، مثل ما يقع من الصهاينة الآن في حق المؤمنين والمجاهدين في فلسطين من اغتيالهم، يصلى عليهم أو لا يصلى عليهم؟ يصلى عليهم أيضاً.
وأيضاً الإنسان الذي يجرح في المعركة ولا يموت، ثم يذهب به إلى أهله ويمرض ويمكث أسبوعاً أو شهراً أو أقل أو أكثر ثم يموت من أثر تلك الجراحة، يصلى عليه أو لا يصلى عليه؟ يصلى عليه، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ ، وقصته في الصحيحين، وهي معروفة.
المصدر : وكالات