شهدت محافظة المنيا، جنوبي القاهرة، واقعة حزينة، حينما توفي مدير مدرسة وهو يعمل بالبناء لتحسين دخله وتوفير متطلبات أسرته.
ووفق سجلات مديرية أمن المنيا، حدثت الواقعة ثاني أيام عيد الأضحى، حيت تلقت الشرطة إخطارا بسقوط شخص مغشيا عليه خلال عمله بالبناء، وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج لكنه فارق الحياة.
وتبين من التحريات أن المتوفي يدعى سليمان محمد عبد الحميد، 55 سنة، ومسجل في بطاقة تحقيق شخصيته أنه مدير المدرسة الابتدائية بقرية صفط الشرقية في المنيا.
وأوضح وكيل وزارة الصحة، محمد حسانين، لوسائل إعلام، أن الوفاة جاءت نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.
وخيمت حالة كبيرة من الحزن على أهالي قريتي صفط الشرقية والغربية بالمنيا، وشارك في تشييع جنازته المئات حتى أن صلاة الجنازة أقيمت في ساحة مركز الشباب لكثرة المشيعين، بحسب ما أكده لموقع "سكاي نيوز عربية" أحمد الحناوي، أحد سكان قرية صفط الشرقية.
فيما قال سيد الحنش، من قرية صفط الغربية لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الراحل كان يعمل مدرس أول لمادة العلوم بجانب عمله كمدير للمدرسة، وكان يستطيع أن يحسن دخله عبر الدروس الخصوصية، لكنه كان يرفض ذلك حتى لا يزيد الأعباء على أولياء الأمور.
وتابع أنه كان يجتهد بشكل كبير في الشرح للتلاميذ بالفصول الدراسية وكان دائم التواصل معهم ومع أولياء أمورهم حتى خارج المدرسة لتبسيط وشرح أي جزء صعب على التلاميذ.
وأكد أن مدير المدرسة الراحل لديه أبناء في مراحل تعليمية مختلفة وكان يجتهد في تعليمهم والإنفاق عليهم، وبحث عن عمل آخر لتحسين دخله بجانب عمله المدرسي فلم يجد سوى البناء، وكان يحمل الطوب ومواد البناء، ولذلك كان الجميع يقدره نظرا لجده واجتهاده وشرفه، ومن هنا كانت الصدمة كبيرة بوفاته.
وأوضح مصطفى محمد علي، خال المتوفي، أن مدير المدرسة الراحل كان يعمل في البناء فعلا ولكن كـ "صنايعي" بناء، أي أنه هو من يبني الحوائط بنفسه ويعمل معه عمال لمعاونته في حمل الطوب والرمل ومواد البناء.
وأضاف أن الراحل كان يسهر معه مساء يوم العيد، وأخبرهم أنه سيعمل ثان يوم العيد لارتباطه مع أحد أهالي القرية أنه سيبني له بيته ثان يوم العيد، ولكن بعد نصف ساعة من بدء العمل شعر بإرهاق وتوقف عن العمل، فتم نقله للمستشفى على الفور ولكنه توفي.
وفتحت وفاة مدير المدرسة بهذا الشكل باب النقاش والجدل خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حول ضرورة تحسين دخل المدرسين لأنهم أساس إصلاح العملية التعليمية، وفق تعبير المغردين.
المصدر : وكالات