منذ عودتهم إلى مستوطنة "حومش" الجاثمة أعلى جبل "القبيبات" في بلدة برقة إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، نهاية مايو الماضي، يصب المستوطنون جام عنفهم وممارساتهم التعسفية يوميا ضد المواطنين، الذين يعيشون حالة ذعر دائمة، تحسبا من مهاجمتهم من قبل المستوطنون في أي لحظة.
وخلال الأيام الماضية عاث المستوطنون إرهابا وخرابا داخل "برقة"، إذ اعتدوا بالضرب على المواطنين، وحطموا نوافذ بيوتهم، كما أحرقوا الأشجار بمختلف أنواعها، وهدموا الغرف الزراعية، وكذلك حظائر الماشية.
وتعد "حومش" واحدة من أربع مستوطنات شمال الضفة الغربية أخليت ضمن خطة "فك الارتباط" التي أجرتها حكومة الاحتلال في عهد "أرئيل شارون" عام 2005، ليصدر وزير دفاع الاحتلال "يوآف غالانت" قراره مايو الماضي بعودة المستوطنين إلى "حومش من جديد، بعد إخلاء دام 18 عاما متواصلا.
اعتداءات بالجملة
واليوم، يتخوف سكان "برقة" من تصاعد اعتداءات المستوطنين بحقهم، وتمددها لتطال كافة أراضيهم وممتلكاتهم، تحت حماية تامة من جنود الاحتلال، لشن هجمات متصاعدة ضد أهالي شمال غرب نالبس.
ويقول رئيس مجلس قروي "برقة" زياد أبو عمر"، إن المستوطنين منذ إعلان الاحتلال عودتهم إلى مستوطنة "حومش"، يشنون يشنون اعتداءات مصتاعدة، يهاجمون خلالها المنازل والدونمات الزراعية، بحماية كاملة من جيش الاحتلال.
ويلفت إلى أنه عدة مخاطر تتربص بسكان برقة، إذ جلب المستوطنون بيوتا حديدية متنقلة "كرفانات" للبقاء باستمرار داخل أراضي القرية، إلى جانب شق الاحتلال مؤخرا شارعا استيطيانيا بطول 5 كيلومترات، ينطلق من قرية "برقة"، وصولا إلى مستوطنة "شافي شمرون" غرب نابلس.
34 ألف مواطن في خطر
ما تعيشه "برقة" حاليا، يسري على بلدات وقرى شمال غرب نالبس المجاورة، وهي، "بزاريا"، و"سيلة الظهر"، و"الناقورة"، و"سبسطية"، والتي يقطنها 34 ألف مواطن، من بينهم سكان قرية "برقة".
من جهته يفيد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس بأنه في صباح يوم 25 مايو الماضي، شقت جرافات الاحتلال الطريق المحيط بمستوطنة "حومش" على الطريق الرئيس بين مدينتي نابلس وجنين، لتأمين عودة المستوطنين إليها، وتوفير الحماية المطلقة لتواجدهم الدائم، فيما منعت المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم المحاذية لحدود "حومش".
ويلفت إلى أنه تزامنا مع دخولهم "حومش"، عبر الشارع الرئيس بين نابلس وجنين، هاجم المستوطنون المركبات الفلسطينية، وحطموها، واعتدوا على الفلسطينيين الذين كانوا يتواجدون بداخلها.
ويقول دغلس،" إنه عقب عودتهم إلى "حومش"، أقام المستوطنون وحدات استيطانية جديدة في، تحت مسمى ترميم المدرسة الدينية في المستوطنة القديمة، ولكن حقيقية ما يجري على أرض الواقع هو نصب 30 غرفة حديدة متنقلة (كرفانات)، لعودتهم مجددا للعبث فوق أرضنا، وسرقتها".
المصدر : الوطنية نت – مدينة نابلس: