"حضن أمها الشهيدة، ومقلوبتها"، "اللعب مع أشقائها الشهداء الخمسة"، مشاهد غابت عن حياة الطفلة الفلسطينية سوزي رياض اشكنتنا من قطاع غزة، بعد أن عائلتها خلال العدوان الإسرائيلي في شهر مايو من العام 2021، التذي تصدت له المقاومة الفلسطينية بمعركة أسمتها "سيف القدس".
في ذلك العام دفن الاحتلال بصواريخ طائراته عائلة اشكنتنا تحت أنقاض ركام منزلهم المدمر في شارع الوحدة وسط مدينة غزة، فيما نجت سوزي ووالدها بأعجوبة بعد انتشالهما من تحت الأنقاض.
بقيت هذه المشاهد المروعة حاضرة في ذهن الطفلة التي لم تتجاوز ربيعها التاسع، لا تبرحه لحظة واحدة، إلى أن شن الاحتلال عدوانه الأخير عضد قطاع غزة في مايو الجاري، والذي تزامن مع الذكرى السنوية الثانية لاغتيال أسرتها، لتنجو مرة ثانية من موت محقق تربص بها على مسافة قريبة من بيت جدتها الذي تواجدت به
وأثناء ذلك، انتفضت سوزي رعبا جراء استهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في حي النصر، تفصلها بناية واحدة عن منزل جدتها، إذ اغتالت القوات الإسرائيلية مساء الجمعة الماضي عضو المجلس العسكري لسرايا القدس مسؤول وحدة العمليات فيها الشهيد إياد الحسني.
فور هذه الجريمة النكراء، لمعت النيران المنبعثة من قوة الانفجار في عيني سوزي، وغطى الغبار والدخان الأسود البيت، وتسابقت مع جدتها في نزول درج البناية من الطابق الرابع إلى الشارع، يلاحقهم الرعب.
المصدر : غزة – الوطنية: