"أنا طفلة مسلمة، تحيتي لكل مسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، ارتأت الطفلة الشهيدة ليان بلال مدوخ (٩ أعوام) أن يكون ظهورها الأخير على منصات التواصل الاجتماعي، بنشر تعاليم الإسلام، وبذلك اختارت خير أثر يبقى بعد رحيلها طويلا.
عقارب الساعة تشير إلى الرابعة، من مساء يوم الأربعاء ١٠ مايو الجاري، وبعد الانتهاء من تصويرها مشهد تحية الإسلام، حطت ليان رحالها أمام مدخل منزل عائلتها، الكائن في حي الصحابة وسط مدينة غزة، علها تجد متنفسا بعد انقطاع التيار الكهربائي كالعادة.
ولكن كما جرت العادة في غزة، فإن الحياة محرمة على أهل غزة، وأطفالها، بجرة قلم من قوات الاحتلال، فبعد دقائق معدودة، فلم يمر وقتا طويلا على النصائح الدينية التي سردتها ليان، لتصبح خبرا يذاع، تماما كما أشعلت مواقع التواصل بمشهد نشرها تحية الإسلام بين كل من يشاهدها، ويتابعها.
صاروخ يبلغ وزنه نصف طن، وأكثر، أطلقته طائرات الاحتلال، على جسد نحيل، لم يهنئ بحياة سعيدة على مدار سنوات الحصار المتواصل، لتتناثر أشلاء جثمانها الطاهر أمام منزلها، الذي طبعته دماء البراءة.
غادرت الطفلة ليان حياة عائلتها، بينما تركتهم يتأوهون من فراقها، والآلام التي استقرت داخلهم، حسرة على رحيل فلذة كبدهم، ووردة بيتهم، كما وصفها والدها بلال.
المصدر : غزة – الوطنية: