يقول الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم "يا أيها الذين كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقوم * أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون" سورة البقرة.

بهذا يبدو واضحا أن الله تعالى ألزمنا بالصيام، الذي يكون واجبا في شهر رمضان كاملا، وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أن صوم رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو ما يعني أن المسلم إذا فاته الصوم واضطر إلى الإفطار، فعليه أن يعوضه باتباع أحكام صيام قضاء رمضان أي "فعدة من أيام أُخر".

يعتبر صوم رمضان هو فرض عين على كل مسلم قادر بالغ، ويعد التخلف عن أي من أيامه دون عذر، سواء كان الحمل أو الحيض أو المرض والسفر، هو إهدار لثواب عظيم- كما أوضحت دار الإفتاء المصرية- ولا يمكن أن يعوض صوم القضاء ثواب هذا اليوم طالما كان إفطاره من دون سبب أو عذر، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَنْ أفطر يوما واحدا متعمدا من غير عذر ولا مرض، لم يقضه صيام الدهر وإن صامه".

شروط صيام القضاء

تنطوي مسألة صيام الدين على عدد من الشروط والأحكام التي تضمن تعويض الأيام التي أفطرها المسلم بشكل صحيح، وهي:

أن يصوم المسلم قضاء عن أيام إفطاره في شهر رمضان.

وعليه أن يُسرع في صيام القضاء فور أن يتسنى له ذلك ويزول العذر الذي يمنعه عن الصوم.

تبييت نية صيام القضاء من الليل قبل صلاة الفجر، ويكفي أن يعقد المسلم النية بقلبه، أو عبر تناول السحور.

يجوز الجمع بين نية صوم الفرض والنافلة، بمعنى أن يجمع المسلم بين صوم الأيام الستة من شوال وصيام قضاء رمضان.

الإفطار أثناء صيام القضاء

الإفطار أثناء صيام القضاء من كان يصوم صيام قضاء، وأفطر لعذر معين، كأن يكون دعي إلى طعام ، أو لسبب آخر ، فالواجب عليه قضاء ما أفطره دون إثم أو ذنب، فإن أفطر بلا عذر كان خلاف الأولى ، ولا يجب عليه إلا صيام يوم قضاء لليوم الذي أفطره ، وكذلك الحال فيمن أفطر وكان صائما صيام تطوع ، استحب له صيام يوم مكانه ، وقيل بالوجوب ، والاستحباب أظهر وأرجح.

 

المصدر : وكالات